مذكرات عائلية 

آخِر مَرَّةٍ زُرْتُ فِيهَا ذَاكَ اَلطَّبِيبُ اَلْحَاذِقُ أَخْبَرَنِي أَنَّ اَلنَّجَاةَ تَكْمُنُ فِي اَلْغَرَقِ ذِكْرَيَاتٍ تُحِيطُنِي لِتَرْسُمَ فِي مُخَيِّلَتِي رُوحًا عَالِقَةً لَمْ تُفَارِقْنِي گ لِسِكِّينٍ تُمَزِّقُنِي أَخْبَرَنِي أَيْضًا أَنَّكَ ذَرَّةٌ فِي هَذَا اَلْكَوْنِ وَأَنَا اَلْمِحْوَرِ لَكِنْ لَا يَعْلَمُ حِينَ ذَهَابِكَ كُنْتُ أَنَا ذَلِكَ اَلشَّيِّ اَلَّذِي وَقَعَ وَتَبَعْثَرَ اِسْتَمَرَّ بِالدَّوَاءِ ! وَهَلْ يُسْدِي اَلْعِلَاجُ نَفْعًا وَلِجُرْحِ أَنْتَ مُدَاوِيَةَ تِلْكَ اَلطُّرُقِ وَالْأَزِقَّةِ وَالْبِنَايَاتِ لَا زَالَتْ شَاهِدًا عَلَى ضَحِيكَاتَنَا وَالْأَحَادِيثُ مُوسِيقَى رَتَلِهَا اَلْهَوَاءِ مِنْ حَنْجَرَتِكَ وَدِفْءٌ يَبْعَثُ اَلِاطْمِئْنَانُ أَخْبَرَتْنِي قَبْلَ رَحِيلِكَ لَا تَحْزَنِينَ سَتَكُونُ لَكَ ذِكْرَى مَعَ غَيْرِي سَيَنْسَى اَلِاسْمُ وَتُمْحَى اَلذِّكْرَيَاتُ وَالْكَلَامُ ، يَنْتَهِي سَرَابُ هَذَا اَلْعِشْقِ بَلْ اَلْجُنُونَ لَكِنْ لَمْ تُخْبِرْنِي عَنْ أَلَمِ تِلْكَ اَلْغُصَّةِ اَلْمُحْتَشِدَةِ فِي اَلْبُلْعُومِ لَمْ تُخْبِرْنِي لِمَا قَلْبِيّ يَبطَأُ ضَرَبَاتِهِ لَمْ تُخْبِرْنِي كَيْفَ لَعُيِّنَ اَلنَّوْم بَعْدَ هَذَا كُلُّهُ أَنَا اَلْآنَ أَكْرَهَكَ حَقًّا لَكِنَّكَ ثَابِتٌ فِي اَلْقَلْبِ أَنَا مُحْتَارَةٌ يَا اَلاهي أَيْنَ أُدِيرَ اَلْقَلْبُ وَأَيْنَ يَسْكُنُ اَلْجَسَدُ صُلِّيَتْ لَكَ يَا اَللَّهُ بِأنَاهِيدْ مَزَّقَتْ جَوْفِي خَوْف وَقَلَق وَرَجْفَةً تَكْسِرُ أَضْلُعِي اِنْتَشَلَنِي يَا اَللَّهُ مِنْ هَذَا اَلظَّلَامِ لِنُورْ قُرْبِكَ لِدِفْءِ نِعَمِكَ اِنْتَشَلَنِي يَا اَللَّهُ فَأَنَا ضَائِعَةً

Recommended1 إعجاب واحدنشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات