ليتني ارتضيتُ زواجه! (عدد زوجها فطلبت الطلاق ولم يرحمها المجتمع!)

عزيتُ قلبي البائسَ المُلتاعا

في زوجةٍ رأتِ الزواج صِراعا

رفضته زوجاً لاثنتين ، مُحققاً

شرط العدالة يُصلِحُ الأوضاعا

وتعمّدتْ إشعالَ نار شِقاقها

إذ إنها ما أقنعتْ إقناعا

وتنكرتْ لحليلها وعيالها

وإلى الأقارب أسرعتْ إسراعا

والكل ساعدَها ، ودمّر بيتها

إذ لم تجدْ أهلاً ولا أشياعا

وببعلها ضحّتْ لترضيَ قومَها

وهمُ الألى نسجوا لها الأوجاعا

حتى إذا هلكوا تحدّر دمعُها

وغدا الفؤادُ – مِن الجوى – مُلتاعا

ومضى الجميعُ وخلفوها وحدها

عِرضاً غدا – بين الذئاب – مُشاعا

لا عَمَّ يحمل عِبأها ، ويصونها

لا خالَ عنها يستطيع دِفاعا

لا زوج أمٍّ في القُرَيّة ، أو أخاً

يرعى الذمار ، ويَطرحُ الأطماعا

والدارُ – من أهل وقوم – أقفرتْ

لا زوجَ يُمْتعُها بها إمتاعا

والكل يسعى في خِداع صَبيةٍ

فمَن الذي – عنها – يصدُ خِداعا؟

كلٌ يريدُ نِكاحَها لجمالها

والحُسنُ يُخضِعُ عاشقاً إخضاعا

والبعضُ ينشدُ – لاهثاً – مِيراثها

والمالُ يُعمي مُعدِماً طمّاعا

والبعض يجمع بين حُسن والغِنا

ويَكيلُ مِن عذب الكلام صُواعا

ويصوغ أغنية تُعزي حالها

ويُرجّعُ الألحانَ والإيقاعا

ويمرّ – من بين البيوت – مُسَلماً

وإذا أتاه الليلُ ساق وداعا

وغدت تُعاني وحدة فتكتْ بها

وأمانها – وسْط الدياجر – ضاعا

والناسُ تطعنُ عِرضَها في خِسةٍ

وتشرذموا – في أمرها – أنواعا

فمغالط يهذي ، ويخترعُ الفِرى

ومعاندٌ عنها الزيوفَ أشاعا

ومعربدٌ يغتالُ سُمعتها ضحىً

ويسوقُ – عبرَ هُرائه – الأسجاعا

ومنافقٌ يُصغي إلى متخرص

ولسان كلٍّ يغلبُ المِذياعا

ما حيلة العَزلاء في هذا البَلا

في غابةٍ أمست تضمُّ سِباعا؟

لا حَل إلا أن تعود لبعلها

حتى تؤدّب بالهزبْر ضِباعا

مَن راهنوا دوماً على تلويثها

كم أحدثوا – بعد النزاع – نزاعا

وتشابهتْ أقوالهم وفِعالهم

وكأنما أضحى الأذى إجماعا

فاختارتِ العصماءُ عودتها إلى

زوج خواطرَ حبها ما باعا

هي أرسلتْ رسُلاً لتشرحَ موقفاً

فأتوْا – إلى الزوج الكريم – سِراعا

ما ردّهم – حاشا – وما أزرى بهم

كلا ، وعند قدومهم ما ارتاعا

بل أكرمَ الضِيفان إكرامَ الذي

لفظ الخلافَ ، وآثرَ الإقناعا

وأطاعَ لم يجحدْ شفاعة زائر

بل كان فيما قرّروا مِطواعا

وأعاد زوجاً غالها شيطانها

وأعارها وسواسَه اللماعا

حتى إذا اتخذتْ قراراً ظالماً

أهدى له تسويله الخدّاعا

فإذا ببعل يستطيبُ رجوعَها

مُتجاهلاً عنها الذي قد ذاعا

وتجمّعَ الشملُ الذي نفخ النوى

فيه الأسى والوجدَ والأوجاعا

والحمدُ لله الذي لمُرادِه

صرفَ القلوبَ ، وزلل الأسماعا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات