ليالي بعد الظاعنين شكول – المتنبي

ليالي بعد الظاعنين شكول - المتنبي

لَيالِيَّ بَعدَ الظاعِنينَ شُكولُ

طِوالٌ وَلَيلُ العاشِقينَ طَويلُ

يُبِنَّ لِيَ البَدرَ الَّذي لا أُريدُهُ

وَيُخفينَ بَدراً ما إِلَيهِ سَبيلُ

وَما عِشتُ مِن بَعدِ الأَحِبَّةِ سَلوَةً

وَلَكِنَّني لِلنائِباتِ حَمولُ

— المتنبي

شرح أبيات الشعر:

1- شُكول: جمع شكل في الكثير وهو المثل، واختار الجمع الكثير في الطول لليالي، ليكون أبلغ في الشكوى، وأدلّ على عظم الشوق والبلوى.

المعنى: لياليّ بعد الأحباء الظاعنين عني كلها مشاكلة في الطول، لا تختلف كليالي سائر الناس؛ لأنها تقصر مرة وتطول أخرى، ثم قال: إن ليل العشاق كذا يكون، وكل عاشق يطول ليله؛ لسهره فيه، وعظم حزنه شوقاً إلى حبيبه.

2- : يُبِنّ: أي يظهرن.

المعنى: يقول: هذه الليالي يُظهرن أي بدراً لا أريده، وهو بدر السماء ولا أشتهيه، ولا اختار النظر إليه، ويسترن عني بدراً لا سبيل لي في الوصول إليه، وأراد به حبيبه.

وإنما قال ذلك؛ لأنه يراه بالنهار، والغيبة كانت تحصل بالليل، وإنما لا يريد البدر الحقيقي، لأنه ينم إذا سار إلى حبيبه، فلا يتمكن من الوصول إليه في ضوئه.

3- سلوة: السُلُوًّ : الهِجْرَانُ ، النِسْيَانُ

يقول: لا تظن أن بقائي بعد رحيل حبيبي عني هو للسلوة عنه، ولكن هان على حوادث الدهر وتحمل الشدائد.

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في أبيات شعر شوق

قد يعجبك أيضاً

تعليقات