لا أزدري الطيْرَ 

هيأةٌ للأيائل في الغابِ

تشعل أعضاءها بالمنابعِ

تهطل عن كثَبٍ من معاقلها

تستعير المدى

والغيومَ المُحبَّةَ للنوم

فوق سريرِ الجدار الذي كان

إِلْفَ الطريق الخدومِ

لقد شِمْتُ وجهَ السحابِ

فكان ودوداً

سعيدا بنبض الأقاصي

جميلا كعرْفِ حصانٍ تبللَ

منتشيا بالندى

ليتني عندما هبّتِ الريحُ

كنتُ قريبا من النهرِ

حتى أنبّهَ ضفتَهُ لخصال النباهةِ

إني حريصٌ على شغَفِ العشْبِ

لا أزدري الطيْرَ

لكنْ هناك النخيلُ

على جانبيهِ تفيض

عذوقُ النبوءةِ

أيضاً هناك المياه التي صنتُها

من قديمٍ

فلا غروَ إن في يَدَيَّ انتَهى الوقتُ

يحملُ أشجانَ بعض البُحيْراتِ

قبلَ مَتَمِّ الخريفِ

أنا منْ دَأبتْ تحتفي

بالغيومِ أصابعُهُ

كل يومٍ أغادرُ صوْبَ المراثي

فألْقَى رخامَ القبيلةِ ما زالَ

في أرَقٍ

منذُ أن ختَمَ الليلُ أسفارهُ

عنْدَ حضرتهِ…

داخلَ السوقِ كن حذِرأً

فهناك ـ وفي غفلةٍ ـ ربما

غادرَ الظلُّ صاحبَهُ فجأةً

وانتهى سافرا في تواريخه الفوضيّةِ…

لا أحَدَ اليومَ صارت له ثقةٌ

في المعاطف ذات النوايا الغفيرةْ.

ـــــــــــ

مسك الختام:

تعلّقْتُ كــمْ منْ أُمورٍ فجاءتْ

تحثُّ خطـــــاها إلــيّ الهمُومُ

كأنْ لــــــمْ يقـــــلْ لي أبو حامِـــدٍ:

“بِقطع العلائق تمْحى الغمومُ”*

ــــــــــــــــ

* أبو حامد الغزالي في كتابه “ميزان العمل” باب:

بيان الطريق في نفي الغم في الدنيا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات