يوم الحمى ما أنت من همي

ديوان الشريف المرتضى

يَومَ الحِمى ما أَنتَ مِن همّي

فارَقتُ فيكَ الرّوحَ مِن جسمي

حثّوا لفُرقتك الجمالَ وما

حثّوا النّوى إلّا عَلى رغمي

قالوا شكوتَ الحبّ في كَلِمٍ

مَنظومةٍ مِن غَيرِ ما كلمِ

يا لَيتَ زعمَهُمُ وَما صَدَقوا

كانَ المصدَّقَ فيَّ لا زَعمي

يا ربّةَ الخدرِ الّتي اِعتَمَدت

قَتلي فَأَخرَجها إلى سقمي

لَو كانَ لي مُعدٍ عَليك لما

أَقدمتِ آمنةً على ظلمي

وَغريرةٍ في عَصرِ شرَّتها

يَنمي الغرامُ بِها كما ينمي

مَطَلَت وَقد جدّت فليسَ لَها

إِن لُمتَها عُذرٌ منَ العدمِ

فَمَتى شكوتُ الوجدَ أَعطفها

قامَت تُعاقبني بلا جرمِ

لَو كانَ لِلواشينَ مقدرةٌ

ما سوّغوك زيارَة الحلمِ

زُرتِ الأُلى باتوا بكاظمةٍ

مُتَملمِلين جوىً على الرضمِ

طَرحوا الخدودَ عَلى سواعدهم

وَاللّيلُ في أَثوابِهِ السُّحمِ

وَلَقد طَرقتِ وَما طروقُكِ في

عِلمٍ لِقائِفِهِم ولا رجمِ

يَهوى رجالٌ لا حلومَ لَهُم

أنّي خرجتُ لَهُم على الحلمِ

وَيُريد منّي أَن أُساجِلَهُ

من لا خطور له على وهمي

يرمونني ويودّ جاهلهم

أنّي كَما يَرمونني أرمي

هَيهاتَ ما إن قلّ عَن مِدَحي

إلّا اِمرؤٌ قد قلّ عن ذمّي

دقّوا كَما دقّ المحالُ وما

لا طائلٌ فيه عن الفهمِ

لَو كنتُمُ لا كنتمُ أبداً

أُسداً لَما أَطعمتكُم لَحمي

ما بالُكم تَدمى أَظافرُكم

في بَحثِكم عنّي ولا تُدمي

وَكمِ الخصامُ وما يعدُّكمُ

أحدٌ مِنَ الأقوامِ من خصمي

إنّ الهوى وَالرّأيَ ما اِجتَمعا

الرّأي يُبصِرُ وَالهَوى يُعمي

إِن كُنتَ يا ذا الودّ تُنكِرُ ما

قَنَصَتهُ عَينُك فيّ مِن همِّ

فَأدِر كُؤوسَكَ وَهيَ مترعةٌ

صرفاً بِغيرِ سُلافةِ الكرمِ

لا تُعطِنيها ثمّ تُغرِمني

شَيئاً أضنُّ بِهِ عن الغرمِ

بلّغ هَداك اللَّه مألُكةً

ملكَ الملوكِ العُربِ والعجمِ

مِن ناطقٍ بِثناءِ منّتهِ

وَعَطائِهِ المترادِفِ الجمِّ

أَنتَ الّذي أَوليتني نعماً

لَم يحصها نَثري ولا نظمي

وَرَفَعتني عَن أَن تسمِّيَني

فَدَعَوتني شَرفاً بغيرِ اِسمي

يا اِبنَ الَّذين تَبوؤوا قللاً

في المَكرُماتِ مَنيعة الهدمِ

حلّوا اليَفاعَ فَما علَوا شرفاً

حتّى عَلَوا شَرفاً على النجمِ

لا جارُهم يخشى البياتَ ولا

مَن عاقدوه يخاف من هضمِ

أَعيَوا عَلى بُهَمِ الرّجالِ ردىً

ولدى ندىً أعيوا على الذمِّ

بِأَناملٍ تَندى إِذا اِعتصرت

ومعاطسٍ وموارنٍ شمِّ

مِن كلّ غرثان الجنانِ من الش

شَنعاءِ ملآنٍ من الحزمِ

قَومٌ يشنّونَ الغوارَ على

أَرضِ العدوِّ بِقرَّحٍ بهمِ

لا ينذرونَهُمُ وَإِن بعدوا

وَطَناً بِغيرِ قَعاقِعِ اللّجمِ

وَبِأذرُعٍ تَنهلُّ حامِلَةً

إمّا لِبيضٍ أو قناً صمِّ

ساعِد جُدودَك وهيَ كافلةٌ

في النُّجحِ وَالتصمِيمِ والعزمِ

كاللّيثِ يَستَدني فَريسَتهُ

فَيسانِدُ التَظفيرَ بِالعذمِ

وَخذِ الّذي أَسأَرت من طرفٍ

متنظّراً لِندائك الحتمِ

وَاِضمُم أَقاصيها فَلَيسَ لِما

نَشَرَ الرِّجال قواهُ كالضَّمِّ

وَاِختَر لِنَفسكَ مَن عَجَمتَ فَما

حُمِلَ القنا إلَّا على العجمِ

لا تحقرنَّ صَغيرةً عَرَضَت

فَالسمُّ حَشوُ أَصاغرِ الرقمِ

فَدقيقُهنَّ جَليلهنَّ غداً

وَمنَ الأفيل مَنابتُ القرمِ

لَولا مكيداتُ الرّجالِ لما

زلّت صُخور النيق بالعصمِ

وَلَكانَ ما في اليمِّ مِن عَجبٍ

نالَتهُ أَيدي الناسِ في اليمِّ

والأسدُ لَولا خَوفُ بَطشَتِها

وَنَفاذُها سُوِّين بالبهمِ

فَاِسلَم لَنا ملكَ المُلوكِ وَإِن

فُقدَ الورى حرباً وفي سلمِ

فَاِسعَد بِيَومِ المهرجانِ وَنل

ما شِئتَ مِن نفلٍ ومن غنمِ

تَبقى بَقاءَ الطالِعات دُجىً

مِن غَيرِ مَنقصةٍ ولا ثلمِ

في عزِّ مملكةٍ ممنّعةٍ

يَشوي مَراميها ولا يصمي

وَأَصِخ وُقيتَ بِنا لقافيةٍ

تَبقى بقاءَ صُخورها الصمِّ

صَدقت مَعانيها فليس لِمَن

نَظَم الكَلامَ بِها سوى النظمِ

مَحجوبةٍ عمّن سِواك كَما

حَجَب الغباءُ الفهمَ عن فدمِ

لا عَيبَ فيها غيرُ واحدةٍ

وَالبدرُ يَنقصُ لَيلةَ التَّمِّ

إِنّي اِستَنَبتُ سوايَ يُنشدها

وَأَنا الجديرُ بِذلك القسمِ

وَإِذا حُرِمتُ وُصولَها بيَدي

أَنفذتُ نُسخَتها عَلى رَسمي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات