يقول لي النصوح هلكت وجدا

ديوان عبد الغفار الأخرس

يقول ليَ النَّصوحُ هلكْتَ وَجْداً

بمنْ تهوى وما كذَب النَّصوحُ

وقالإلى متى تبكي رسوماً

عَفَتْهنَّ الجنوب وكم تنوح

فغضَّ الطَّرف عن طَلَلٍ قديمٍ

فقد أودى بك الطَّرف الطَّموح

تلوحُ لعينِك الدِّمَن البوالي

وقد تخفى وآونةً تلوح

أراعَكَ ما ترى من رسم دارٍ

وطارَ بقلبك البرق اللّموح

فخَفِّضْ من فؤادك حين يبدو

لعينك بارقٌ وتَهُبُّ ريح

وفي الأَطلال ما تشكو إليها

من البلوى ولكنْ لا تبوح

مَحَت آثارها للحيّ نأيٌ

وممَّنْ أَنْتَ تهواه نزوح

كما مُحِيَتْ سطورٌ من كتابٍ

وما يدري لها عندي شروح

وقد راحت ركائب آل ميٍّ

فما راحت وللمشتاق روح

فقلتُ نعم ولي جفنٌ قريح

بعبرته ولي قلبٌ جريح

أروح على منازلها وأغدو

فأَغدو يا هذيم كما أَروح

لئنْ جاد السَّحاب وجادَ طرفي

أَرَيْتُ الدَّهرَ أيَّهما الشَّحيح

فدعني يا هذيم بها لعلِّي

أَموتُ من الغرام وأَستريح

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغفار الأخرس، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات