يا نفس قد أزف الرحيل

ديوان أبو العتاهية

يا نَفسُ قَد أَزِفَ الرَحيلُ

وَأَظَلَّكِ الخَطبُ الجَليلُ

فَتَأَهَّبي يا نَفسِ لا

يَلعَب بِكِ الأَمَلُ الطَويلُ

فَلَتَنزِلِنَّ بِمَنزِلٍ

يَنسى الخَليلَ بِهِ الخَليلُ

وَلَيَركَبَنَّ عَلَيكِ في

هِ مِنَ الثَرى ثِقلٌ ثَقيلُ

قُرِنَ الفَناءُ بِنا فَما

يَبقى العَزيزُ وَلا الذَليلُ

لا تَعمُرِ الدُنيا فَلَي

سَ إِلى البَقاءِ بِها سَبيلُ

يا صاحِبَ الدُنيا أَبِالدُ

نيا تُدِلُّ وَتَستَطيلُ

كُلٌّ يُفارِقُ روحَهُ

وَبِصَدرِهِ مِنها غَليلُ

عَمّا قَليلٍ يا أَخا الشَهَو

اتِ أَنتَ لَها قَتيلُ

فَإِذا اِقتَضاكَ المَوتُ نَفسَ

كَ كُنتَ مِمَّن لايُحيلُ

فَهُناكَ مالَكَ ثَمَّ إِل

لا فِعلُكَ الحَسَنُ الجَميلُ

إِنّي أُعيذُكَ أَن يَمي

لَ بِكَ الهَوى فيمَن يَميلُ

وَالمَوتُ آخِرُ عِلَّةٍ

يَعتَلُّها البَدَنُ العَليلُ

لِدِفاعِ دائِرَةِ الرَدى

يَتَضايَقُ الرَأيُ الأَصيلُ

فَلَرُبَّما عَثَرَ الجَوا

دُ وَرُبَّما حارَ الدَليلُ

وَلَرُبَّ جيلٍ قَد مَضى

يَتلوهُ بَعدَ الجيلِ جيلُ

وَلَرُبَّ باكِيَةٍ عَلَيَّ

غَنائُها عَنّي قَليلُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

الأمَلُ واليأسُ

مهْما ادلهمَّتِ الحياةُ وقسَت على البشرِ بأيدي وحوشِ البشريَّةِ، لا بدَّ من أملٍ نسْعى إليهِ ونجدُ فيه لذّةَ السَّعادةِ وتجدُّدِ الحياةِ، ومهْما احلولكَتِ اللّيالي يجبُ…

تعليقات