يا نسيم الصبا على الأوراق

ديوان لسان الدين بن الخطيب

يا نَسيمَ الصَّبا عَلَى الأوْراقِ

لُدِغَتْ مُهْجَتي فهَلْ منْ رَاقِي

فُرْقةُ اللّيْلِ جدّدَتْ ليَ عهْداً

كُنْتُ نُسِّيتُهُ بيَوْم الفِراقِ

آنَ يوْمُ الفِراقِ لكِنْ سَطَا

الخَلْقُ جَوْراً علَى النّفوسِ الرِّقاقِ

قدْ تقضّتْ عشْرٌ الى عُشْرِ عَشْرٍ

وتولّتْ رِكابُها فِي اسْتِباقِ

أيُّ عيْشٍ فيهِ قطَعْنا وأُنْسٍ

ساقَ شمْلَ السّرورِ أيَّ مَساقِ

شاهِدُ الحَقِّ حاضِرٌ ليْسَ يَخْفَى

وجْهُهُ والحَديثُ عذْبُ المَساقِ

قدْ خلَعْنا نِعالَنا وافْتَرَشْنا

حضْرَةَ الجمْعِ والحَبيبُ السّاقي

سِرْتَ يا لَيْلُ كيْفَ سارَ شَبابِي

فاحِمَ الجُنْحِ مُسْتَطِرَّ الرِّواقِ

ثمّ جاءَ المَشيبُ كالصُّبْحِ إذْ جا

ءَكَ هَذا وذَا نَذيرُ افْتِراقِ

صحِبَ اللهُ حيْثُ سِرْتَ رِكاباً

قدْ سَرَى الطّيبُ منْهُ في الآفاقِ

وتَرَى يا مودِّعَ الصّحْبِ عنْ غَبْ

طٍ وشُكْرٍ مَتى يكون التّلاقِي

وبسَعْدِ الإمامِ تدْنُو الأماني

ويُزَمُّ السّرورُ بعْدَ ائْتِباقِ

جمَعَ اللهُ شمْلَهُ بعْدَ طولِ العُمْ

رِ في عدْنٍ بالنّعيمِ الباقِي

مَنْ رأى أنّ للوُجودِ دَواماً

فهْوَ في الخَلْقِ ما لهُ منْ خَلاقِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان لسان الدين بن الخطيب، شعراء العصر الأندلسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات