يا من إليه صبوتي تنسب

ديوان الأمير الصنعاني

يا من إليه صبوتي تنسب

ما لي عن مذهبكم مذهب

إن قرر الناس هواي غيركم

فلست أرضاه وإن ذهبوا

إن عبرت لي الروض ريح الصبا

فإنها عن صبوتي تعرب

إن غنت الورقاء في غصنها

فلحنها عن وَلَهِي معرب

إن طمع العاذل في سلوتي

فإنما أستاذه أشعب

إن خضعت في دمعي فدعني وَقُلْ

هذا الذي في خوضه يلعب

إن حدت البارق عن صبوتي

فصدقوه فهو لا يكذب

فإنه وافى إلى مهجتي

مستجدياً من نارها يطلب

فراعه ف ضوء لهيب بها

ففر عنها فرعاً يرعب

ضرائباً لي في الهوى قد أتت

فصارت الأمثال بي تضرب

فيا خليليَّ أما منكما

من يسعد الصب بما يطلب

يسأل إن جاوز وادي النقا

عن جيرة في سوحه طنبوا

محاذراً أعين عين بها

تنفذ في القلب ولا تحجب

حشاشة القلب حشيش لها

ومدمع العين لها مشرب

قد مر لي دهر بها حالياً

والبين عنا نائم مغرب

ونحن في روض وصال فلا

نخش من البين ولا نرهب

كنا على حل يسر الهوى

والدهر فيما نشتهي يدأب

فهب ريح للنوى عاصف

من بعده روض اللقا مجدب

فليت شعري والمنى ضلة

هل بعدنا روض اللقا مخصب

ما للنوى عندي إلا يد

بها جزيل الشكر يستوجب

فكم به لاقيت من فاضل

إلى معاليه العلى تنسب

من عالم بحر ومن ناظم

وناثر للدر إذ يكتب

ولا كإسماعيل من أصحب

صفاته كالشمس لا تحجب

من خصني بالود غذ عمني

إحسانه المتصل الأطيب

يا مفرداً ضجت لسان الثنا

في جامع الفضل له تخطب

تحسبني أنسى أخاك الذي

بالعلم والأداب يستجلب

وأنتسى الأيام في صعدة

سقى رباها مطر صيِّب

إذ كنت أجني من ثمارها اللقا

من روض أدابك ما يعجب

دونك نظماً في قصور غدت

أبياته ما مثلها يكتب

ماذا به غير ثنائي لكم

فهو به لا غير يستعذب

واعذر فتى صارت سهام النوى

ترميه ما عنها له مهرب

وادع له في كل حال عسى

بفضلكم يقضي له المأرب

لا برحت مرفوعة نحوكم

تحيتي وهي به تعرب

وابق ودم في نعمة سالماً

ينيلك الرحمن ما تطلب

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات