يا قلب ليتك حين لم تدع الهوى

ديوان الشريف الرضي

يا قَلبُ لَيتَكَ حينَ لَم تَدَعِ الهَوى


عَلَّقتَ مَن يَهواكَ مِثلَ هَواكا


لَو كانَ حَرُّ الوَجدِ يُعقِبُ بَعدَهُ


بَردَ الوِصالِ غَفَرتَ ذاكَ لِذاكا


لا بَل شُجيتَ بِمَن يَبيتُ مُسَلَّماً


خالي الضُلوعِ لا يَحُسُّ شَجاكا


إِن يُصبِحوا صاحينَ مِن خَمرِ الهَوى


فَلَقَد سَقَوكَ مِنَ الغَرامِ دِراكا


يا لَيتَ شُغلَكَ بِالأَسى أَعداهُمُ


أَو لا فَلَيتَ فَراغَهُم أَعداكا


أَهَوىً وَذُلّاً في الهَوى وَطَماعَةً


أَبَداً تَعالى اللَهُ ما أَشقاكا


يا قَلبُ كَيفَ عَلِقتَ في أَشراكِهِم


وَلَقَد عَهِدتُكَ تُفلِتُ الأَشراكا


أَكثَبتَ حَتّى أَقصَدَتكَ سِهامُهُم


قَد كُنتُ عَن أَمثالِها أَنهاكا


إِن ذُبتَ مِن كَمَدٍ فَقَد جَرَّ الهَوى


هَذا السَقامَ عَلَيَّ مِن جَرّاكا


لا تَشكُوَنَّ إِلَيَّ وَجداً بَعدَها


هَذا الَّذي جَرَّت عَلَيَّ يَداكا


لَأَعاقِبَنَّكَ بِالغَليلِ فَإِنَّني


لَولاكَ لَم أَذُقِ الهَوى لَولاكا


يا عاذِلَ المُشتاقِ دَعهُ فَإِنَّهُ


يَطوي عَلى الزَفَراتِ غَيرَ حَشاكا


لَو كانَ قَلبُكَ قَلبَهُ ما لُمتَهُ


حاشاكَ مِمّا عِندَهُ حاشاكا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف الرضي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات