يا قاتل الله معشرا ظلموا الحكمة

ديوان الطغرائي

يا قاتل الله معشراَ ظلموا ال

حكمة فينا واغمضوا الكتبا

في السحر والكون والعزائم وال

طلسم قد رتبوا لها رتبا

والكيمياء العويص قد لقي ال

ناس بتدبير أمره نصبا

في المعدنيات والنبات ولم

يغادروا معدناً ولا عشبا

حقائق تشبه المجاز وأمثال

يحاكي صدقها الكذبا

حتى إذا ما الحكيم أبصرها

والجاهل الغرّ أمعنا هربا

قالوا ولم يكذبوا ولا صدقوا

قولاً خفيَّ الرموز مضطربا

إنَّ بني الحكمة الشريفة قد

أتاهم الله قدرة عجبا

سخّر أفلاكهم لأمرهمُ

نجومَها السائراتِ والشهبا

وسخر الاربع الطبائع لا

قائم من أمرهم بما وجبا

والمعدنيات والنبات وما

فيه حياة مما نما وحبا

في قولهم تكوين ما طلبوا

إن قلبوا كل شيء انقلبا

قالوا ولا غرو أنهم علموا

إذ عرفوا الأصل فيه والسببا

وأيسرُ الأمر عندهم عملُ ال

فضة إذ يقلبونها ذهبا

وحيّروا الناس في كلامهم ال

غامض حتى تفرقوا شعبا

لكن أتانا الذين هُمُ

من خشية الله جانبوا الريبا

قالوا اجعلوا كل ماله جسد

لا جسداً واريحوا به التعبا

وجسّدوا الشيء ما له جسد

وقد وصلتم وحزتم الأربا

وقرّبوا الأمر فيه وهو إذا

سَهَّلَه الله ربنا قربا

يرزقه الله من يشاء ولم

يلاقِ فيه بؤساً ولا نصبا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الطغرائي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات