يا طلل الحي بذات النقا

ديوان الشريف المرتضى

يا طَلَلَ الحيّ بذاتِ النَّقا

مَن أسهر العينين أو أرّقا

قد آن والحرمانُ من وصلكمْ

حَظِّيَ أن أُعطى وأنْ أُرزقا

كم قد رأت عينِيَ في حبّكمْ

وجهاً مضيئاً نورُه مشرقا

يَحِقُّ لمّا أنْ رأتْ حسنَه

عينِيَ أنْ أهوى وأنْ أعشَقا

كم أخْلَقَ الحبُّ وحبّي لكمْ

ما رثّ بالدَّهرِ وما أخلقا

قد طرق الطّيفُ الّذي لم يكن

في الظنّ أن يأتِيَ أو يطرقا

كم ذا تعدَّى نحونا سَبْسَباً

وكم تخطّى نحونا سَمْلَقا

مَهامِهٌ لو جابها نِقْنِقٌ

يسري إلينا أعْيَت النِّقْنِقا

خُيِّلَ لِي نيلُ المُنى في الكرى

فكنتُ منه الخائبَ المُخفِقا

أَرجو منَ اللّيلةِ طولاً كما

أخشى بياضَ الصّبحِ أن يُشرِقا

بتُّ أسيراً في يمين المُنى

أفْرَقُ من دائِيَ أن أفْرَقا

ومُسْتَرَقّاً بالهوى رقّةً

يخاف طولَ الدّهر أن يُعتَقا

فقل لمن خبّرني بالّذي

أهوى سُقيتَ المُسْبِل المغْدَقا

لا فُضّ من فيك وجُنِّبْتَ أنْ

تَظما إلى الرِّيِّ وأنْ تَشْرَقا

فد كنتُ أخشى مِيتتِي قبلَه

فجنّب اللّهُ الّذي يُتَّقى

فَالحمدُ للَّه عَلى ما كفى

وَالشّكر للَّه على ما وقى

وَالدّهرُ لا تَخشاه إلّا إذا

كنتَ به الأسكنَ الأوثَقا

أفنَى اليَمَانين وكم شيّدوا

قصراً وكم أعلَوْا لنا جَوْسَقا

إنْ كان أعلا زمنٌ معشراً

فَهوَ الّذي نَكّس مَن حَلَّقا

وودّ مَن حُطَّ على رأسه

بعد التّرقّي أنّه ما اِرتقى

يا راضياً بالأمسِ عن معشرٍ

كيفَ اِستحلتَ المُغضَبَ المُحنَقا

وخارقاً من قبلُ رَتْقاً له

وفارياً من قبل أن يَخْلُقا

ما كان مَن يأخذُ كلَّ الّذي

أَعطاهُ إلّا العابثَ الأخْرَقا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات