يا صاحبي في الرخا وفي الضيق

ديوان عبد الغني النابلسي

يا صاحبي في الرخا وفي الضيقِ

دم حافظاً لي على المواثيقِ

هذي يدي قد مددتها لك خذ

عهدي سريعاً بغير تعويق

وجود مثلي وجود تقدير

وليس هذا وجود تحقيق

وهكذا الحادثات أجمعها

من حين تغريبها لتشريق

تصورت كلها لنا صوراً

في الحس والعقل للتزاويق

وكل هذا له وليس لنا

شيء من الأمر حكم تحليق

أما وجود الإله خالقنا

فهو الحقيقي لأهل توفيق

وجود حق محقَّقٍ أبداً

يعرف لكن بمحض تصديق

عن دركه العقل عاجز وكذا

عن وصفه في مقام تفريق

نراه لكن برؤيةٍ حدثت

لنا غداً لا بوهم تحديق

تغيب عنا وعن سواه إذا

نحن رأيناه حال تشويق

محبة منه والمحب بها

يكاد منها يغص بالريق

هذا اعتقاد الهداة سادتنا

لا عقد غاوٍ غَوَى وزنديق

كم أعرض السامريُّ عنه وكم

أباه في الدين كل بطريق

تعلقوا كلهم بما عبدوا

من خلقه فيه أي تعليق

وأعرضوا عن سنا عبادته

جل فنالوا ظلام تحريق

وأصبحوا مالهم لديه سوى

لعنتهم عنه ضمن تسحيق

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات