يا ساكن القبر عن قليل

ديوان أبو العتاهية

يا ساكِنَ القَبرِ عَن قَليلِ

ماذا تَزَوَّدتَ لِلرَحيلِ

الحَمدُ لِلَّهِ ذي المَعالي

وَالحَولِ وَالقُوَّةِ الجَليلِ

إِنّا لَمُستَوطِنونَ داراً

نَحنُ بِها عابِرو سَبيلِ

دارٌ أَذىً لَم يَزَل عَليلٌ

يَشكو أَذاها إِلى عَليلِ

كَم شاهِدٍ أَنَّها سَتَفنى

مِن مَنزِلٍ مُقفِرِ مُحيلِ

كَم مُستَظِلٍّ بِظِلِّ مُلكٍ

أُخرِجَ مِن ظِلِّهِ الظَليلِ

لا بُدَّ لِلمُلكِ مِن زَوالٍ

عَن مُستَدالٍ إِلى مُديلِ

كَم تَرَكَ الدَهرُ مِن أُناسٍ

يَدعونَ بِالوَيلِ وَالعَويلِ

كَم نَغَّصَ الدَهرُ مِن مَبيتِ

عَلى سَريرٍ وَمِن مَقيلِ

كَم قَتَلَ الدَهرُ مِن أُناسٍ

مَضَوا وَكَم غالَ مِن قَبيلِ

هَيهاتَ لِلأَرضِ مِن عَزيزٍ

يَبقى عَلَيها وَلا ذَليلِ

يا عَجَباً مِن جُمودِ عَينٍ

لَم تَعرَ مِن حادِثٍ جَليلِ

كَأَنَّني لَم أُصَب بِإِلفٍ

وَلا قَرينٍ وَلا دَخيلِ

وَلا رَفيقٍ وَلا صَديقٍ

وَلا شَفيقٍ وَلا عَديلِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات