يا ساكني جنة رضوان خازنها

ديوان أسامة بن منقذ

يَا ساكني جَنَّةٍ رِضوانُ خَازنُها

هُنّيتُمُ العيشَ في رَوحٍ ورَيْحَانِ

مُرُوا النّسِيمَ إذا مَا الفجرُ أيقظَه

بحملِهِ طيبَ نَشرٍ مِنهُ أَحياني

أو فَابعَثُوا نَغْمَةً منه يعيشُ بها

قَلبي فقد مَات مُذْ حِينٍ وأَزمانِ

ظَبيٌ أغَنُّ تردَّى بالدُّجَى وَجَلاَ

شَمْس النّهارِ على غُصْنٍ من الْبانِ

في فِيهِ مَا في جِنَانِ الخُلدِ من دُرَرٍ

ومن رَحِيقٍ ومن مسْكٍ ومَرْجَانِ

إذا بَدَا وشَدَا في مَجلسٍ ظَفِرُوا

بمُنية النّفسِ من حُسنٍ وإحسَانِ

لا تَنْسَنِي يا أبا نَصرٍ إذا حَضَرتْ

قُلوبُكم بين مَزمُومٍ وطَرخاني

كُن لي وكيلاً على الرّؤيِا ووكّلْ لِي

سواكَ يَسمعُ عَنّي شَدوَ رضْوانِ

وقُل له يَتَغَنّى من قلائِده

صوتاً يُجدّدُ لي شَجْوي وأشْجَاني

نسيمُه يتلقّاني بزوْرَتِهِ

مُبَشِّراً لي بهِ من قَبلِ يَلقانِي

وصَفُوا لي بغدادَ حيناً فلمّا

جئتُها جئتُ أحسنَ البُلدانِ

منظرٌ مبهِجٌ وقومٌ سَراةٌ

قد تحَلَّوْا بالحُسنِ والإحسَانِ

ليس فيهمْ عيبٌ سوى أنّ في كُلْ

لِ بنانٍ علاّقَةَ الميزانِ

وسمِعْنَا وما رأينَا سوَى

أمِّ ظَلومٍ فيها من النّسوانِ

وهْي جِنِّيَّةٌ كأَقبحِ ما شَوْ

وَهَهُ ربّنَا من الغيلانِ

إنّ فيها من الصّبَايا شُموساً

في غُصونٍ تهتَزُّ في كُثبانِ

شغلَتْنَا السَبعونَ والحجُّ عَنهُنْ

نَ فقلنَا بالسَّمْعِ دُونَ العَيانِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أسامة بن منقذ، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات