يا روضة الحسن إن ضن السحاب بما

ديوان الطغرائي

يا روضةَ الحُسْن إنْ ضَنِّ السَّحَابُ بما

يرويكِ أغناكِ عنه دمعِيَ الهَطِلُ

حيَّا ثراكِ حَياً من عبرتي حَدِبُ

ولا عَداكِ صباً من زفرتي غزِلُ

وصبَّحتكِ من الأرآمِ جازيةٌ

ترعى رُباكِ وترعَى حسنَها المقلُ

ويا نسيماً عليلاً زارني سَحَراً

هيَّجتَ ما بيَ لا اهتاجتْ بك العِلَلُ

روَّحْتَ جمرَ حشىً لم يبقَ منهُ سِوى

شرارةٍ فهو مذ روحتها شُعَلُ

ووقفةٍ في جَنانِ الليلِ خافيةٍ

عن الوشاةِ فلا رُقْبَى ولا عَذَلُ

وافتَ وفوقَ لآلي الثغرِ من لَعَسٍ

ختامُ مسكٍ ففضّت ختمَها القُبَلُ

كأنما ثمِلتْ من خمرِ ريقتِها

جُفونُها إذ تثنَّى قدُّها الثَّمِلُ

محفوفةٌ بقصيراتِ الخُطَى خُرُدٍ

أقدامُها بالقرون السودِ تنتعِلُ

بتنا وباتَ التُّقَى يقظانَ يحرُسُنَا

ودينُنا في الهوى قولٌ ولا عملُ

ثم انثنينا وجيبي ما تعلَّقَهُ

غيرُ العَفافِ ورُدنِي من دَمِي خَضِلُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الطغرائي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

أمن تذكر جيران بذي سلم

أمِنْ تَذَكُّرِ جِيران بِذِي سَلَمٍ مَزَجْتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ أمْ هَبَّتْ الريحُ مِنْ تِلْقاءِ كاظِمَةٍ وأوْمَضَ البَرْقُ فِي الظلْماءِ مِنْ إضَمِ فما لِعَيْنَيْكَ…

تعليقات