يا رعى الله للأحبة في الجزع

ديوان عبد الغفار الأخرس

يا رعى الله للأحبَّة في الجَزْع

زماناً مضى وعَهداً تقضّى

وبناءً من الشباب قويًّا

هَدَمَ الشيبُ ركنَه فانقضّا

يا زماناً مضى ولم يُبْقِ إلاَّ

لوعةً في الحشا وجرحاً ممضّا

قد مضى مثل وامض البرق عيشٌ

كانَ لي في الغميم بل هو أمضى

كم وَرَدنا فيه من الريق عَذْباً

ورَعَينا فيه من العيش روضا

واقتطفنا من الخُدود وُروداً

وهَصَرنا قدًّا من الغيد غضّا

وجَرَيْنا في كلِّ مضمار لهوٍ

وسَعَيْنا إلى الصبابة ركضا

سنّة للهوى وعهد التصابي

رفَضَتْها نفسي الأبيَّةُ رفضا

من مُعيري من الشبيبة حِلْياً

أتحلّى به وإنْ كانَ قرضا

لاح في عارضيَّ وَخْطُ مشيبٍ

عاد مُسْودُّه به مُبيضّا

غضَّ منه طرف الغواني ولولا

وَخَطَ الشيب طرفها ما غضّا

وأراني والعمر بسطٌ وقبضٌ

بعد بسطٍ من الصبابة قبضا

رَوِّح النَّفس ما استطعت فهَيْهاتَ

تُلاقي يوماً من العيش خفضا

أفيُعطيك في مشيبك يومٌ

ما تمنّى من الشباب فترضى

والليالي تُرضي على الشبيبة نفلاً

فابك مما ترى من الشيب فرضا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغفار الأخرس، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات