يا ذاكر النعماء إن نسيت

ديوان الشريف الرضي

يا ذاكِرَ النَعماءِ إِن نُسِيَت


وَمَجَدِّدَ المَعروفِ إِن دَرَسا


وَمُنَبِّهِ الآمالِ إِن رَقَدَت


بِالطَولِ لا أَغفى وَلا نَعِسا


نَصلٌ إِذا وَقَفَ النُصولُ مَضى


جَبَلٌ إِذا اِضطَرَبَ الجِبالُ رَسا


لِلَّهِ بَحرٌ ما هَتَفتُ بِهِ


حَتّى اِستَهَلَّ عَليَّ وَاِنبَجَسا


أَجمَمتُ جُمَّتَهُ فَفاضَ بِها


يَطَأُ الرُبى وَيُبَلِّلُ اليَبَسا


زَخَرَت غَوارِبُهُ إِلَيَّ وَلَم


يَقُلِ الرَجاءُ لَعَلَّما وَعسى


وَأَغَرَّ مُختَلِسٍ مَكارِمَهُ


إِنَّ الكَريمِ يَرى النَدى خُلَسا


غَرَسَ الصَنائِعَ ثُمَّ عادَ بِهِ


عَودُ النَدى فَسَقى الَّذي غَرَسا


كَالعَضبِ فيهِ صاقِلٌ عَمِلٌ


يَنفي القَذى وَيُباعِدُ الدَنَسا


مِن مَعشَرٍ رَكِبوا المَكارِمَ في


أَولى الزَمانِ مَصاعِباً شُمُسا


شَغَلوا مَلابِسَها فَلَم يَدَعوا


لِلناسِ إِلّا الدَنِسَ اللُبُسا


العاطِفونَ إِذا الصَديقُ نَبا


وَالمُحسِنونَ إِذا الزَمانُ أَسا


وَإِذا خِناقُ الكَربِ ضاقَ بِنا


رَدّوا النُفوسَ وَرَدَّدوا النَفَسا


ما ضَرَّ مَن مُطِروا بِبَلدَتِهِ


إِن كانَ ماءُ المُزنِ مُحتَبَسا


لا أَزلَقَ اليَومُ العَبوسُ لَكُم


قَدَماً وَلا أَطفى لَكُم قَبَسا


لا تَفتُرُنَّ عَلى الزَمانِ وَإِن


عَثَرَ الزَمانُ بِعِزِّكُم تَعِسا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف الرضي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات