يا خليلي قد خلعت عذاري

ديوان أبو نواس

يا خَليلَيَّ قَد خَلَعتُ عِذاري

وَبَدا ما أُكِنُّ مِن أَسراري

فَاِشرَبا الخَمرَ وَاِسقِياني سُلافاً

عُتِّقَت بَينَ نَرجِسٍ وَبَهارِ

لَبَثَت في دِنانِها أَلفَ شَهرٍ

لَم تُقَمَّص وَلَم تُعَذَّب بِنارِ

نَسَجَ العَنكَبوتُ بَيتاً عَلَيها

فَعَلى دَنِّها دِقاقُ الغُبارِ

فَأَتى خاطِبٌ مَليحٌ إِلَيها

ذو وِشاحٍ مُؤَزَّرٌ بِإِزارِ

نَقَدَ المَهرَ ثُمَّ زُفَّت إِلَيهِ

في سَراويلِها وَفي الزُنّارِ

فَدَعا بِالبِزالِ ثُمَّ وَجاها

فَجَرَت كَالعَقيقِ وَالجُلَّنارِ

في أَباريقَ مِن لُجَينٍ حِسانٍ

كَظِباءٍ سَكَنَّ عَرضَ القِفارِ

أَو كَراكٍ ذُعِرنَ مِن صَوتِ صَقرٍ

مُفزَعاتٍ شَواخِصَ الأَبصارِ

قَد تَحَسَّيتُها عَلى وَجهِ ساقٍ

خالِعٍ في هَوايَ كُلَّ عِذارِ

قَمَرٌ يَقمُرُ الدَواجي بِوَجهٍ

ضَوءُهُ في الدُجى صَباحُ النَهارِ

يَتَثَنّى كَأَنَّهُ غُصنُ بانٍ

مَيَّلَتهُ الرِياحُ بِالأَسحارِ

بِأَبي ذاكَ مِن غَزالٍ غَريرٍ

في قَباءٍ مُهَلَّلِ الأَزرارِ

كَم شَمَمنا مِن خَدِّهِ الوَردَ غَضّاً

وَمَزَجنا رُضابَهُ بِعُقارِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات