يا حب طال تمنينا زيارتكم

ديوان بشار بن برد

يا حُبَّ طالَ تَمَنّينا زِيارَتَكُم

وَأَنتُمُ الجيرَةُ الأَدنَونَ في البَلَدِ

أَدوَيتِني وَدَواءُ الحُبِّ عِندَكُمُ

لَو كُنتِ تَشفينَني مِن داخِلِ الكَمَدِ

لا يَعدِلُ الحُبَّ عِندي لَو بَذَلتِ لَنا

ما يَجمَعُ الناسُ مِن مالٍ وَمِن وَلَدِ

أَرجو نَوالَكِ في يَومي فَيُخلِفُني

وَفي غَدٍ قَد أَرَجّيهِ وَبَعدَ غَدِ

وَأَنتِ عَمّا أُلاقي فيكِ لاهِيَةٌ

بِالعِطرِ وَالمَلبَسِ القَزِّيِّ وَالسَبَدِ

أَبيتُ أَرمَدَ ما لَم أَكتَحِل بِكُمُ

وَفي اِكتِحالٍ بِكُم شافٍ مِنَ الرَمَدِ

وَكُلُّ حِبٍّ سَيَستَشفي بِحِبَّتِهِ

ساقَت إِلى الغَيِّ أَو ساقَت إِلى الرَشَدِ

إِنّي وَعَيشِكِ يا عَبّادَ فَاِستَمِعي

لَو أَبتَغي فَوقَ هَذا الحُبِّ لَم أَزِدِ

كَأَنَّ قَلبي إِذا ذِكراكُمُ عَرَضَت

مِن سِحرِ هاروتَ أَو ماروتَ في عُقَدِ

ما هَبَّتِ الريحُ مِن تِلقاءِ أَرضِكُمُ

إِلّا وَجَدتُ لَها بَرداً عَلى الكَبِدِ

وَلا تَيَمَّمتُ أُخرى أَستَسِرُّ بِها

إِلّا وَجَدتُ خَيالاً مِنكِ بِالرَصَدِ

فَهَل لِهَذا جَزاءٌ مِن مَوَدَّتِكُم

مُرَوَّعَ القَلبِ بِالأَحزانِ وَالسَهَدِ

يَروقُ قَلبي وَتَزدادينَ لي غِلَظاً

ما ذاكَ فيما أُرَجّي مِنكِ بِالسَدَدِ

تَحَرَّجي بِالهَوى إِن كُنتِ مُؤمِنَةً

بِاللَهِ أَن تَقتُلي نَفساً بِلا قَوَدِ

إِن كُنتِ تَخشَينَ شِركاً في مَوَدَّتِكُم

فَقَد تَثَبَّتَ بَينَ الروحِ وَالجَسَدِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان بشار بن برد، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات