يا أيها المشغوف بالذكر

ديوان محيي الدين بن عربي

يا أيها المشغوفُ بالذكر

في حالة الإشفاعِ والوترِ

إن ضاق ظرفُ الدهرِ عن عينكم

فلم يضقْ عن عينكم صدري

ما أوسع القلبَ إذ آمنت

جوارحي بكلِّ ما يجري

لم أدرِ أنَّ للقلبَ ظرف لكم

لولا الذي أخبرني سِرَّي

عند تجليه لنا طالباً

في ليلة يعطى إلى الفجرِ

أنت الذي أخبرتني بالذي

فهمت به في السِّرِّوالجهر

على لسانِ السَّيِّد المصطفى

الطيِّب الأسلافِ من فِهر

ما جئتكم بالأمر من خارج

بل جئتكم بالأمرِ من بحرِ

تلتطمُ الأمواج فيه كماً

تأتي به الأنفاس في الذكر

فإن ذكرتم فاذكروه بما

تلاه في القرآنِ ذي الذكر

لا تذكروه بالذي تنظروا

فالفرعُ يُعطي قوّةَ النجر

ذكرته يوماً على غَفَلةٍ

بغير ما قلبٍ من الأمر

فلم أجدْ عند مذاقِ الجنى

طعمَ الذي أعلم بالخبر

وجدته كالمنِّ في طعمه

والفارقِ الواضحِ بالسُّكر

بالصحو يأتي ذكره دائماً

والقبضُ والبرد مع الوفر

والذكر من عندي على ضِدِّه

يأتيك بالسكر وبالحرِّ

فذكره ما بين أذكارنا

بين الليالي ليلةَ القدر

سبحانَ من صيَّرني عالماً

من بعد ما قد كنتُ كالغمر

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات