يا أيها المتسمن

ديوان أبو العتاهية

يا أَيُّها المُتَسَمِّنُ

قُل لي لِمَن تَتَسَمَّنُ

سَمَّنتَ نَفسَكَ لِلبِلى

وَبَطِنتَ يا مُستَبطِنُ

وَأَسَأتَ كُلَّ إِساءَةٍ

وَظَنَنتَ أَنَّكَ تُحسِنُ

ما لي رَأَيتُكَ تَطمئِن

نُ إِلى الحَياةِ وَتَركَنُ

يا ساكِنَ الحُجُراتِ ما

لَكَ غَيرُ قَبرِكَ مَسكَنُ

اليَومَ أَنتَ مُكاثِرٌ

وَمُفاخِرٌ مُتَزَيِّنُ

وَغَداً تَصيرُ إِلى القُبو

رِ مُحَنَّطٌ وَمُكَفَّنُ

أَحدِث لِرَبِّكَ تَوبَةً

فَسَبيلُها لَكَ مُمكِنُ

وَاصرِف هَواكَ لِخَوفِهِ

فيما تُسِرُّ وَتُعلِنُ

فَكَأَنَّ شَخصَكَ لَم يَكُن

في الناسِ ساعَةَ تُدفَنُ

وَكَأَنَّ أَهلَكَ قَد بَكَوا

جَزَعاً عَلَيكَ وَرَنَّنوا

فَإِذا مَضَت لَكَ جُمعَةٌ

فَكَأَنَّهُم لَم يَحزَنوا

الناسُ في غَفَلاتِهِم

وَرَحى المَنِيَّةِ تَطحَنُ

ما دونَ دائِرَةِ الرَدى

حِصنٌ لِمَن يَتَحَصَّنُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جبران خليل جبران

صورةٌ وفلسفةٌ كلَّما تأمَّلتُ صورتَك على غلافِ كتابِك، تذكَّرتُ تاريخَ ميلادِكَ وصفَحاتٍ من حياتِكَ، ونسِيتُ أوراقَ أبْحَاثي مُبعْثرةً جانِباً؛ وغفِلْتُ عنْ مصادِري ومراجِعي وكتاباتِي مُتَناثِرةً…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات