ومهتزة الأعطاف نازحة العطف

ديوان البحتري

وَمُهتَزَّةِ الأَعطافِ نازِحَةِ العَطفِ

مُنَعَّمَةِ الأَطرافِ فاتِرَةِ الطَرفِ

تَثَنّى عَلى قَدٍّ غَريبٍ قَوامُهُ

وَتَضحَكُ عَن مُستَعذَبٍ أَفلَجِ الرَصفِ

إِذا بَعُدَت أَبلَت وَإِن قَرُبَت شَفَت

فَهِجرانُها يُبلي وَلُقيانُها يَشفي

بَذَلتُ لَها الوَصلَ الَّذي بَخِلَت بِهِ

وَأَصفَيتُها الوِدَّ الَّذي لَم تَكُن تُصفي

وَأَبدَيتُ وِجداني بِها وَصَبابَتي

وَإِنَّ الَّذي أُبدي لَدونَ الَّذي أُخفي

دُنُوّاً فَقَد تَيَّمتِ بِالبُعدِ وَالنَوى

وَوَصلاً فَقَد عَنَّيتِ بِالصَدِّ وَالصَدفِ

أَما يَظفَرُ المَحرومُ عِندَكِ بِالجِدا

وَلا يَطمَعُ المَظلومُ عِندَكِ في النِصفِ

لَعَمرُ أَميرِ المُؤمِنينَ لَقَد كَفى

نَوائِبَ دَهرٍ مِثلُهُ مِثلَها يَكفي

غَدا وَهوَ كَهفُ المُسلِمينَ وَرِدءُهُم

فَأَكرِم بِهِ مِن رِدءِ قَومٍ وَمِن كَهفِ

كَريمُ السَجايا وافِرُ الجودِ وَالنَدى

فَلا ناقِصُ النُعمى وَلا جامِدُ الكَفِّ

يَحِنُّ إِلى المَعروفِ حَتّى يُنيلَهُ

كَما حَنَّ إِلفٌ مُستَهامٌ إِلى إِلفِ

وَيَقلَقُ حَتّى يُنجِزَ الوَعدَ مِثلَ ما

يُجافي الَّذي يَمشي عَلى رَمَضِ الرَضفِ

مَتى ما أَصِف أَخلاقَكَ الغُرَّ تَعتَرِض

غَرائِبُ أَفعالٍ تَزيدُ عَلى الوَصفِ

وَإِمّا أَعِد نَفسي عَلَيكَ رَغيبَةً

مِنَ النَيلِ أُصبِح في أَمانٍ مِنَ الخُلفِ

وَما أَلفُ أَلفٍ مِن جَداكَ كَثيرَةٌ

فَكَيفَ أَخافُ الفَوتَ عِندَكَ في أَلفِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان البحتري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

قصة بيت الشعر – والله والله لا أنسى محبّتها

لا تجعلني هداك الله من ملكٍ … كالمستجير من الرّمضاء بالنّار | أردد سعاد على حرّان مكتئبٍ … يمسي ويصبح في همٍّ وتذكار | قد شفّه قلقٌ ما مثله قلقٌ … وأسعر القلب منه أيّ إسعار | والله والله لا أنسى محبّتها … حتّى أغيّب في قبري وأحجاري

تعليقات