ومهابة ذابت لها الفرسان ذوب

ديوان ابن نباتة المصري

ومهابة ذابت لها الفرسان ذوْ

ب مدامع فلأجل ذا تتفطر

وخلائق كالراح إلاَّ أنها

أصفى من الماء القراح وأطهر

وحباء ميمون النقيبة ماهر

بشراً يكاد من النضارة يقطر

وأنامل قد سخرت نفحاتها

لذوي الرجا إن السحاب مسخر

وفضائل مثل العرائس تجتلى

فلذاك في أفكاره تتخطَّر

ويراعة حسد السلاح مضاءها

في كلِّ ما تنهى به أو تأمر

فلذاك من حنق يعبس أبيضٌ

في غمده الملقى ويرعد أسمر

غاص البحار بها وطار إلى السما

فالدرّ ينظم والكواكب تنثر

يا ابن الكرام هدوا وحاموا واعتلوا

وتكرَّموا فهمو نجومٌ تزهر

ومضوا كما يمضي الغمام وخلفوا

عبقاً كما ينشي الربيع وينشر

يا من إذا الأيام أذنبَ خطبها

جاءت ببسط يمينه تستغفر

حاشاك تغفل عن وليٍّ ودّه

صافٍ ولكن عيشه متكدّر

يستعبد النعمى لمجدك رقّه

ومديحه المشهور فيكَ محرَّر

مدح يجرُّ على جرير ذيله

متكبِّراً ويقل عنه كثير

حظٌّ توعَّرت المسالك نحوه

فإذا جريتُ وراءه أتعثر

حتَّى إذا وجهت نحوك رغبة

سهل الطريق وأمكن المتعذّّر

لا زلتَ مقصود الهبات ممتعاً

بالعمرِ تبني المكرمات وتعمر

ذكر الغمام بجود كفّك ذاكر

والشيء بالشيء المناسب يذكر

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات