ولو كان البكاء يرد شيئا

ديوان الفرزدق

وَلَو كانَ البُكاءُ يَرُدُّ شَيئاً

عَلى الباكي بَكَيتُ عَلى صُقوري

إِذا حَنَّت نَوارُ تَهيجُ مِنّي

حَرارَةَ مِثلِ مُلتَهِبِ السَعيرِ

حَنينِ الوالِهَينِ إِذا ذَكَرنا

فُؤادَينا اللَذَينِ مَعَ القُبورِ

إِذا بَكَيا حُوارَهُما اِستَحَثَّت

جَناجِنَ جِلَّةِ الأَجوافِ خورِ

بَكَينَ لِشَجوِهِنَّ فَهِجنَ بَركاً

عَلى جَزَعٍ لِفاقِدَةٍ ذُكورِ

كَأَنَّ تَشَرُّبَ العَبَراتِ مِنها

هِراقَةُ شِنَّتَينِ عَلى بَعيرِ

كَلَيلِ مُهَلهَلٍ لَيلي إِذا ما

تَمَنّى الطولَ ذو اللَيلِ القَصيرِ

يَمانِيَةٌ كَأَنَّ شَآمِياتٌ

رَجَحنَ بِجانِبَيهِ عَنِ الغُؤورِ

كَأَنَّ اللَيلَ يَحسِبُهُ عَلَينا

ضِرارٌ أَو يَكُرُّ إِلى نُذورِ

كَأَنَّ نُجومَهُ شولٌ تَثَنّى

لِأَدهَمَ في مَبارِكِها عَقيرِ

وَكَيفَ بِلَيلَةٍ لا نَومَ فيها

وَلا ضَوءٍ لِصاحِبِها مُنيرِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات