ولما أردت طروق الفتاة

ديوان الشريف المرتضى

ولمّا أَردت طروقَ الفتاةِ

وصاحبني صاحبٌ لا يغارُ

صموتُ اللسان بعيد السّماعِ

فسرِّيَ مُكتَتَمٌ والجهارُ

وَضاق العناقُ فصار الرّداء

لها ملبساً ولباسي الخمارُ

وَما لفّنا كاِلتفافِ الغصونِ

جَميعاً هنالك إلّا الإزارُ

وطاب لنا بعد طولِ البعادِ

رُواء الحديث وذاك الجِوارُ

شَربتُ بريقَتها خَمرةً

ولكنّها خمرةٌ لا تُدارُ

كأنّ الظّلامَ بإشراق ما

أنالَتْ وأعطته منها نهارُ

وَأَثّر في جيدِها ساعدي

وأثّر في جانبيَّ السِّوارُ

فَلو صُبَّتِ الكأس ما بَيننا

لما خرجت من يدينا العُقارُ

وناب منابَ ليالٍ طوالٍ

تقصّر هذي الليالي القصارُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات