وقهوة عتقت في دير شماس

ديوان أبو نواس

وَقَهوَةٍ عُتِّقَت في دَيرِ شَمّاسِ

تَفتَرُّ في كَأسِها عَن ضَوءِ مِقباسِ

لَولا مُداراةُ حاسيها إِذا اِقتَرَبَت

مِن فيهِ لَاِنتَهَبَت مِن مُقلَةِ الحاسي

لَها أَليفانِ مِن لَونٍ وَرائِحَةٍ

مَثوى مَقَرِّهِما في العَينِ وَالراسِ

مِزاجُها دَمعُ حاسيها فَأَيُّ فَتىً

لَم يَبكِ إِذ ذاقَها مِن حُرقَةِ الكاسِ

سِلمٌ وَلَكِنَّها حَربٌ لِذائِقِها

يا حَبَّذا بَأسُها ما كانَ مِن باسِ

نازَعتُها فِتيَةً غُرّاً غَطارِفَةً

لَيسوا إِذا اِمتُحِنوا يَوماً بِأَنكاسِ

لا يَبطَرونَ وَلا يَخزونَ نادِيَهُم

كَأَنَّهُم جُثَثٌ مِن غَيرِ أَنفاسِ

يُديرُها هاشِمِيُّ الطَرفِ مُعتَدِلٌ

أَبهى إِذا ما مَشى مِن طاقَةِ الآسِ

حَثَّ المُدامَ وَغَنّانا عَلى طَرَبٍ

الآنَ طابَ الهَوى يا مَعشَرَ الناسِ

حَتّى إِذا ظَنَّ أَنّي غَيرُ مُحتَمِلٍ

أَشارَ نَحوي لِأَمرٍ بَينَ جُلّاسي

فَقُلتُ أَضرِبُ في مَعروفِهِ مَثَلاً

لِعادَةٍ قَد مَضَت مِنّي إِلى الآسي

مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ

لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات