وقف الطيف بجفن كالطلل

ديوان القاضي الفاضل

وَقَفَ الطَيفُ بِجَفنٍ كَالطَلَلْ

سائِلاً أَينَ الكَرى أَينَ رَحَلْ

إِنَّما كانَ الكَرى يَسكُنُها

فَالكَرى مِن وَصلِهِم ثُمَّ اِنتَقَل

فَجَرى الفَجرُ وَأَخفى ناصِعاً

فَالتَقى الماءُ بِمَقدورٍ نَزَل

إِنَّهُ يا طَيفُ طوفانٌ طَغى

وَاِبنُ نوحٍ لَيسَ يُنجيهِ الجَبَل

إِنَّ قَلبي مِن قُلوبٍ لَم تُبِن

سِرَّها لَو لَم تُبَيِّنهُ المُقَل

حالَتِ الأَشياءُ عَن حالاتِها

فَتَوَلّى الماءُ إيقادَ الغُلَل

فَتَرى الدَمعَ دِماءً لَم تَسِل

مِن سُيوفٍ بِجُفونٍ لَم تُسَل

وَعَذولٍ هَبِلَتهُ أُمُّهُ

لَم يَقُل قَولاً فَلا يَعلُ هُبَل

وَحَبيبٍ لَم أَقُل يَهجُرُني

إِنَّما يُهجَرُ مَن قالَ وَصَل

رُبَّ بُستانِ حَديثٍ بَينَنا

فَتَّحَ العَتبُ بِهِ وَردَ الخَجَل

لا يُمَلُّ الوَردُ فِي وَجنَتِهِ

وَقُصَارَى كُلِّ وَردٍ أَن يُمَل

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان القاضي الفاضل، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات