ودير أنخنا في قرارته العيسا

ديوان لسان الدين بن الخطيب

ودَيْرٍ أنَخْنا في قَرارتِهِ العِيسا

بحِلّةِ رُهْبانٍ إلاهُهُمُ عِيسا

عُكوفٍ علَى التِّمْثالِ يستَلِمونَهُ

ويُعْنَوْنَ بالإنْجيلِ حِفْظاً وتَدْريسا

زَعَقْنا بهِمْ بعْدَ العَشيِّ فهَيْنَموا

كأنّا ذَعَرْنا غابَة منْهُ أو خيسا

وقُلْنا بَنو سُبْلٍ جَوانِحُ للقِرَى

فقالَ زَعيمُ القوْمِ رحْباً وتأنيسا

فقُلْنا هَواءُ الشّامِ غالَ نُفوسَنا

فهَلْ لكَ في شيءٍ يُنَفِّسُ تَنْفِيسا

فقال أخَمْرٌ وهْيَ شيْءٌ محرَّمٌ

علَيْكُمْ لبِئْسَ المسْلِمونَ إذَنْ بِيسا

فقُلْنا دعِ الإنْكارَ إنّا عِصابَةٌ

يُطيعُونَ فيما تشْتَهي النّفْسُ إبْلِيسا

فقامَ يجُرُّ المِسْحَ ثمّ أتَى بِها

فأبْصَرْتُ كيواناً تَناوَلَ برْجِيسا

وصارَفْتُهُ فِيها لُجَيْناً بعَسْجَدٍ

فناوَلَني كأساً وناولْتُهُ كِيسا

وللهِّ منْ عيْشٍ نَعِمْنا بلَهْوِهِ

حمِدْنا بهِ منّا مَقيلا وتعْريسا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان لسان الدين بن الخطيب، شعراء العصر الأندلسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات