ودع عبيدة إن البين قد أفدا

ديوان بشار بن برد

وَدِّع عُبَيدَةَ إِنَّ البَينَ قَد أَفِدا

وَهَل تَرى في رَحيلٍ دونَها رَشَدا

فَلا تَضِنّي بِتَسليمٍ عَلى رَجُلٍ

لا يَجِدُ الناسُ إِلّا دونَ ما وَجَدا

عَهداً إِلى عاشِقٍ لَو يَستَطيعُكُمُ

يا عَبدَ سَلَّمَ قَبلَ البَينِ أَو عَهِدا

وَلستُ أَدري إِذا شَطَّ المَزارُ بِكُم

هَل تَجمَعُ الدارُ أَم لا نَلتَقي أَبَدا

ضَنَّت عُبَيدَةُ بِالتَسليمِ فَاِحتَجَبَت

فَهَيَّجَت دَمعَ عَينٍ كانَ قَد جَمَدا

فَقُلتُ إِذ شَهِدَت عَيني بِحُبِّكُمُ

وَلَم أَجِد عَن حِوارٍ فيكِ مُلتَحَدا

قَد يُعجِزُ الشَيءُ ذا لُبٍّ وَيُدرِكُهُ

مَن لا تَرى عِندَهُ لُبّاً وَلا جَلَدا

لا يُبعِدُ الناسُ ما يَدنو القَضاءُ بِهِ

وَلا يُقَرِّبُهُ شَيءٌ إِذا بَعُدا

قَصَّرتُ بَعدَ اِجتِهادٍ في مَوَدَّتِها

وَهَل يُلامُ عَلى التَقصيرِ مَن جَهِدا

ما تَأمُرينَ بِذي عَينٍ مُؤَرَّقَةٍ

إِن شِئتِ ماتَ وَإِن خَلَّدتِهِ خَلَدا

قَد يَحرِجُ المَخرَجُ المُعتَلُّ صاحِبَهُ

وَقَد يَنالُ لِسانُ السوءِ مِن قَعَدا

ظَلَّت عَلى قَلبِها الحَوراءُ مُمسِكَةً

مِن ظاعِنٍ حَرَّكَ الأَحشاءَ وَالكَبِدا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان بشار بن برد، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات