وجه الحبيب شهية ألطافه

ديوان ابن الساعاتي

وجهُ الحبيب شهيةٌ ألطافهُ

فجفني ذاك الوردِ كيف قطافهُ

ظمإي يزيد بمنهلٍ من ثغرهِ

والماء تروي الصادياتِ نطافه

ما لي وذاك العذب أحوجني إلى

ملحٍ من الأجفان كنت أعافه

لو لم يكن في جنّةٍ من وجهه

ما حللت للمستهام سلافه

مثل القضيب خفيفةٌ حركاته

فوق الكثيب ثقيلةٌ أردافه

عيثَ النسيم بقدرهِ فتشوشت

أصداغه وتأودت أعطافه

بي آمن الأصداغ ليس يروعهُ

إكثارهُ في القتلِ أو إسرافه

هينٌ تلافي عند مقلته فوا

عجباهُ من مثلي يهون تلافه

متلون بالدمع بعد صدوده

قد كنت أرجوه فصرتُ أخافه

غضبانُ مذهبه النّفارُ وشرعهُ

في عاشقيه لا يطاق خلافه

أشكو ولا يدَ لي بدولة ظالمٍ

لا عدلهُ يرجى ولا إنصافه

وبليتي وسلمت طرفٌ فاتر

غلبتْ على جلدي القويّ ضعافه

مازال هذا القلب يسبح بالدّمى

متعرضاً حتى أصيب شغافه

ويعدّ لي ذنب السوّ وذاك

تشنيع الحسود عليّ أو أرجافه

يا حبّذا دار النحيلة والهوى

يحمى بأطراف القنا أطرافه

ومواقفٌ بالبان تذكرني رشا

قَ الظاعنين رشاقهُ ونحافه

ربعٌ صحبت به الشباب فلم يحلْ

للقرب مربعهُ ولا مصطافه

أبثثتهُ الشكوى وكيف بمنزل

قد خفَّ مثل قطينهِ إسعافه

ووعدتهُ سقيا الغمام فلا رأت

وجهاً إلى إخلافه أخلافه

وتنائفٍ جاوزتها بمضمرٍ

نظمت به ورد الخطا أخفافه

ويقد قدَّ السيف كلَّ تنوفه

إعناقهُ في السير أو إلحافه

ضخم الجزارة لم أزل حتى انطوتْ

انساعهُ ضمراً وطال سنافه

ولربَّ ليلٍ كالهموم لبسته

بمظفر الدين انجلت أسدافه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات