وبيض كأرآم الصريم ادريتها

ديوان الفرزدق

وَبيضٍ كَأَرآمِ الصَريمِ اِدَّرَيتُها

بِعَيني وَقَد عارَ السِماكُ وَأَسحَرا

وَسودِ الذُرى بيضِ الوُجوهِ كَأَنَّها

دُمى هَكِرٍ يَنضَحنَ مِسكاً وَعَنبَرا

تَراخى بِهِنَّ اللَيلُ يَتبَعنَ فارِكاً

يُضيءُ سَناها سابِرِيّاً مُزَعفَرا

وَقُلنَ لَها يا هِندُ لا تَبعُدي بِنا

فَإِنّا نَخافُ اللَيلَ أَن يَتَقَفَّرا

عَلَينا وَنَخشى الناسَ أَن يَشعُروا بِنا

فَيُصبِحَ ما نَخشى عَلَينا مُشَنَّرا

فَجِئتُ مِنَ الجَنبِ الجَحيشِ وَقَد أَرى

مَخافَةَ مَن يَأتي الرَبابَ وَشَعفَرا

فَعاطَينَنا الأَفواهَ حَتّى كَأَنَّما

شَرِبنا بِراحٍ مِن أَباريقِ تُستَرا

فَلَم أَدرِ ما بُردايَ حَتّى إِذا اِنجَلى

سَوادُ الدُجى عَن واضِحِ اللَونِ أَشقَرا

تَنَعَّلنَ أَطرافَ الرِياطِ وَواءَلَت

مَخافَةَ سَهلِ الأَرضِ أَن يَتَقَفَّرا

وَقُلتُ لَهُنَّ اِحذونَنا فَحَذَونَنا

شَباريقَ رَيطٍ أَو رِداءً مُحَبَّرا

فَلَم أَرَ قَوماً يَحتَذونَ فِعالَنا

وَلا مَجلِساً أَحلى حَديثاً وَأَنضَرا

مِنَ المَجلِسِ المُستَأنِسينَ كَأَنَّهُم

لَدى حَومَلِ البَطحاءِ جِنّانُ عَبقَرا

مَتى ما تَرِد يَوماً سَفارِ تَجِد بِها

أُدَيهِمَ يَرمي المُستَجيزَ المُعَوَّرا

يَظَلُّ إِلى أَن تَغرُبَ الشَمسُ قائِماً

تَشَمُّسَ حِرباءَ الصُوى حينَ أَظهَرا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات