والشمس شاحبة الجبين مريضة

ديوان ابن خفاجة

وَالشَمسُ شاحِبَةُ الجَبينِ مَريضَةٌ

وَالريحُ خافِقَةُ الجَناحِ بَليلُ

وَالبَرقُ مُنخَزِلٌ يُكِبُّ لِوَجهِهِ

وَيَمُجَّ روحَ الراحِ مِنهُ قَتيلُ

وَالكَأسُ طِرفٌ أَشقَرٌ قَد جالَ في

عَرقٍ عَلَيهِ مِن الحَبابِ يَسيلُ

يَسعى بِها قَمَرٌ لَهُ وَلِكَأسِهِ

وَجهٌ أَغَرُّ وَمَبسِمٌ مَعسولُ

شاكي السِلاحِ لِقَدِّهِ وَلِطَرفِهِ

رُمحٌ أَصَمُّ وَصارِمٌ مَسلولُ

وَأَخٍ تَهُزُّ لَهُ العُلى أَعطافَها

فَكَأَنَّهُ رَيحانَةٌ وَشُمولُ

راضَعتُهُ كَأسَ المُدامِ وَبَينَنا

بِجَنى الحَديثِ حَديقَةٌ وَقَبولُ

مَيّاسُ أَعطافِ السَماحِ كَأَنَّهُ

غُصنٌ تَنَفَّسَ نَورُهُ مَطلولُ

تَندى لَها وَرداً أَسِرَّةُ كَفِّهِ

أَبَداً وَبَطنُ يَمينِهِ مَبلولُ

طَلقُ الجَبينِ وَلِلحُسامِ تَبَسَّمٌ

طاوي المَصيرِ وَبِالقَناةِ ذُبولُ

لِلناسِ فيهِ مِنَ الكَلامِ شَواهِدٌ

وَبِمَضرَبِ السَيفِ الجُرازِ فُلولُ

يَمتاحُ أَرواحَ الكُماةِ بِكَفِّهِ

شَطنٌ يُمَرُّ مِنَ القَنا مَفتولُ

في حَيثُ مِن حُرِّ الطِعانِ هَجيرَةٌ

تُحمى وَمِن ظِلِّ اللِواءِ مَقيلُ

وَالنَقعُ أَدهَمُ لِلرِماحِ بِوَجهِهِ

غُرَرٌ تَلوحُ وَلِلسُيوفِ حُجولُ

وَالخَيلُ سَطرٌ بِالأَسِنَّةِ مُعجَمٌ

وَبِحَدِّ أَلسِنَةِ الظُبى مَشكولُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن خفاجة، شعراء العصر الأندلسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات