والذي زاد مقليك اقتدارا

ديوان ابن نباتة المصري

والذي زاد مقليك اقتدارا

ما أظنّ الوشاةَ إلا غيارا

بهمُ مثل ما بنا من جفون

شاجياتٍ تهتك الأستارا

كلما جال لحظها ترك النا

س سكارى وما هم بسكارى

يا غزالاً رنا وغصناً تثنى

وهلالاً سما وبدراً أنارا

كان دمعي على هواك لجيناً

فأحالته نارُ قلبي نضارا

حليةٌ لا أعيرها لمحبٍّ

شغل الحلي أهله أن يعارا

ما لقلبي اليتيم ضلَّ وقد آ

نسَ من جانب السوالف نارا

لك جيدٌ ومقلةٌ تركا الظ

بي لفرط الحياءِ يأوي القفارا

وثنايا أخذْنَ في ريقها الخم

ر وأعطين العقول الخمارا

عاطرات الشميم تحسب فيه

نَّ شذاً من ثنا ابن شادٍ مُعارا

المليك المؤيد اللازم السؤ

دد إن حلَّ حلَّ أو سار سارا

والجواد الذي حبا المال حتى

كاد يحبو الأعمال والأعمارا

أعدل المالكين حكماً فما يظ

لم إلاّ العداةَ والدينارا

فاح ذكراً وفاض في الخلق نهراً

فحمدنا الرِّياض والأنهارا

ليس فيه عيبٌ سوى أن إحسا

نَ يديه يستعبد الأحرارا

لم يزل جوده يجور على الما

ل إلى أن كسى النضار اصفرارا

البدارَ البدارَ نحو نداه

فإذا صال فالفرارَ الفرارا

مثل ماء السماء خلقاً هنيئاً

وابن ماء السما علًى واقتدارا

كلما استغفر الرَّجا من سواه

أرسلت كفه الندى مدرارا

وإذا شبتِ الوغى فكأنَّ الس

يف من بأسه استعارَ استعارا

ذو حسامٍ مدَرَّبٍ لم يدَعْ في

جانب الشامِ للعدى ديَّارا

أعجل الكافرين بالفتك عن أن

يلدوا فيه فاجراً كفَّارا

يا مليكاً أحيى الثنا والعطايا

فجلبنا لسوقه الأشعارا

وتلقى بضائعَ القصدِ والحم

د فجئنا إلى حماهِ تجارا

أسألُ الله أن يزيدَك فضلاً

وسموًّا على الورى وفخارا

صنتني عن أذى الزَّمانِ وقد حا

ول حربي واستكبر استكبارا

وانبرى غيثك الهتون بجدوى

علَّمتني مدائحاً لا تُبارى

ما مددنا لك اليمينَ ابتغاءً

للعطايا إلا شكرنا اليسارا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات