وافاك نشوان المعاطف ناشي

ديوان ابن معصوم

وافاكَ نَشوانُ المَعاطفِ ناشي

في الحُسنِ مسكيُّ الأَديم نَجاشي

وَسَرى إِليكَ مع الهَوى متأَنِّساً

من غير ما فَرَقٍ ولا اِستيحاشِ

وأَتاكَ في جُنح الظَلام تحرُّجاً

من أَن يسايرَ ظلَّه وَيُماشي

والأفقُ قد نَظَم النجومَ قَلائداً

وَكَسا الدُجى بُرداً رَقيقَ حواشِ

في لَيلَةٍ بسَنى الوصال مُنيرةٌ

حَسدَ الصَباحُ لها الظَلامَ الغاشي

قَصُرت ورقَّ أَديمُها حتّى لَقَد

أَربَت نَواشيها على الأَغباشِ

أَسررتُ زورَتَه وَلَولا نَشره

ما كانَ سرٌّ للنَسائِم فاشِ

حتّى إِذا طابَ اللِقاءُ وَسكَّنت

أَنفاسُهُ نَفسي وَروعةَ جاشي

وَسَّدتُه زَندي وأَفرشَ زندَه

خدّي وَبتنا في أَلذِّ مَعاشِ

لَولا خفوقُ جَوانحي لفرشتُها

لمبيته وطويتَ عنه فِراشي

وَغَدا يُعاتِبُني عِتاباً زانَه

دَلٌّ بلا هَجرٍ ولا إِفحاشِ

وَرشفتُ من فيه البَرود سُلافةً

أَروت بنَشوتها غَليلَ عطاشي

وَبَدا الصَباحُ فقام ينقضُ ذَيلَه

أَسَفاً وَيُجهشُ أَيَّما إِجهاشِ

ودَّعتُه وَالدَمعُ من جَفني وَمِن

جَفنَيه يَمزجُ وابلاً برشاشِ

ما كانَ أَشرقَ ضَوءَها من لَيلةٍ

حضر الحَبيبُ بها وَغابَ الواشي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن معصوم، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات