وأهل حبونا من مراد تداركت
وَأَهلَ حَبَونا مِن مُرادٍ تَدارَكَت
وَجَرماً بِوادٍ خالَطَ البَحرَ ساحِلُه
صَبَحناهُمُ الجُردَ الجِيادَ كَأَنَّها
قَطاً أَفزَعَتهُ يَومَ طَلٍّ أَجادِلُه
أَلا إِنَّ ميراثَ الكُلَيبِيِّ لِاِبنِهِ
إِذا ماتَ رِبقاً ثَلَّةٍ وَحَبائِلُه
فَأَقبِل عَلى رِبقَي أَبيكَ فَإِنَّما
لِكُلِّ اِمرِئٍ ما أَورَثَتهُ أَوائِلُه
تَسَربَلَ ثَوبَ اللُؤمِ في بَطنِ أُمِّهِ
ذِراعاهُ مِن أَشهادِهِ وَأَنامِلُه
كَما شَهِدَت أَيدي المُجوسِ عَلَيهِمُ
بِأَعمالِهِم وَالحَقُّ تَبدو مَحاصِلُه
عَجِبتُ لِقَومٍ يَدَّعونَ إِلى أَبي
وَيَهجونَني وَالدَهرُ جَمٌّ مَجاهِلُه
فَقُلتُ لَهُ رُدَّ الحِمارَ فَإِنَّهُ
أَبوكَ لَئيمٌ رَأسُهُ وَجَحافِلُه
يَسيلُ عَلى شِدقَي جَريرٍ لُعابِهُ
كَشَلشالِ وَطبٍ ما تَجِفُّ شَلاشِلُه
لِيَغمِزَ عِزّاً قَد عَسا عَظمُ رَأسِهِ
قُراسِيَةً كَالفَحلِ يَصرِفُ بازِلُه
بَناهُ لَنا الأَعلى فَطالَت فُروعُهُ
فَأَعياكَ وَاِشتَدَّت عَلَيكَ أَسافِلُه
فَلا هُوَ مُسطيعٌ أَبوكَ اِرتِقائَهُ
وَلا أَنتَ عَمّا قَد بَنى اللَهُ عادِلُه
فَإِن كُنتَ تَرجو أَن تُوازِيَ دارِماً
فَرُم حَضَناً فَاِنظُر مَتى أَنتَ ناقِلُه
وَأَرسَلَ يَرجو اِبنُ المَراغَةِ صُلحَنا
فَرُدَّ وَلَم تَرجِع بِنُجحٍ رَسائِلُه
وَلاقى شَديدَ الدَرءِ مُستَحصِدَ القِوى
تَفَرَّقُ بِالعِصيانِ عَنهُ عَواذِلُه
إِلى كُلِّ حَيٍّ قَد خَطَبنا بَناتِهِم
بِأَرعَنَ مِثلِ الطَودِ جَمٍّ صَواهِلُه
تعليقات