وآلفة برد الحجال احتويتها

ديوان الفرزدق

وَآلِفَةٍ بَردَ الحِجالِ اِحتَوَيتُها

وَقَد نامَ مَن يَخشى عَلَيها وَأَسحَرا

تَغَلغَلَ وَقّاعٌ إِلَيها وَأَقبَلَت

تَجوسُ خُدارِيّاً مِنَ اللَيلِ أَخضَرا

لَطيفٌ إِذا ما اِنسَلَّ أَدرَكَ ما اِبتَغى

إِذا هُوَ لِلطِنءِ المَخوفِ تَقَتَّرا

يَزيدُ عَلى ما كُنتُ أَوصَيتُهُ بِهِ

وَإِن ناكَرَتهُ الآنَ ثُمَّتَ أَنكَرا

وَلَو أَنَّها تَدعو صَدايَ أَجابَها

صَدايَ لِعَهدٍ بَعدَها ما تَغَيَّرا

يَقولُ أَما يَنهاكَ عَن طَلَبِ الصِبا

لِداتُكَ قَد شابوا وَإِن كُنتَ أَكبَرا

مِنِ اِبنِ الثَمانينِ الَّذي لَيسَ وارِداً

وَلا جائِياً مِن غَيبَةٍ مُتَنَظَّرا

أَبَت مُقلَتا عَينَيَّ وَالصاحِبُ الَّذي

عَصى الظَنَّ مُذ كُنتُ الغُلامَ الحَزَوَّرا

وَقَد كُنتُ لا لَهواً تُريدُ لِقاءَهُ

فَقَد كُنتُ إِذ أَمشي إِلَيكَ كَأَوجَرا

لِقاؤُكِ في حَيثُ اِلتَقَينا وَإِنَّما

أَطَعتُ مَواثيقَ الجَرِيِّ المُكَرَّرا

وَلَيلَةَ بِتنا دَيرَ حَسّانَ نَبَّهَت

هُجوداً وَعيساً كَالخَسِيّاتِ ضُمَّرا

بَكَت ناقَتي لَيلاً فَهاجَ بُكاؤُها

فُؤاداً إِلى أَهلِ الوَريعَةِ أَصوَرا

وَحَنَّت حَنيناً مُنكَراً هَيَّجَت بِهِ

عَلى ذي هَوىً مِن شَوقِهِ ما تَنَكَّرا

فَبِتنا قُعوداً بَينَ مُلتَزِمِ الهَوى

وَناهي جُمانِ العَينِ أَن يَتَحَدَّرا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات