هيج بلبالي بأهل بابل

ديوان ابن الساعاتي

هيّج بلبالي بأهل بابلِ

ليلُ الخيال وصباحُ العاذلِ

عجناً على نواحلٍ نسأل عن

سكّانها في أربعٍ نواحل

ملاعبٌ ما عندها بعدَ النَّوى

نقعُ الجوى ولا جواب السائل

ما أفصحَ الدمعَ وقد خاطبهُ

عيُّ طلول الدار والمنازل

فلو تراهُ سائلاً في رسمها

رأيت سحباناً بحيّ باقل

أمست خلاءً وفؤادي بعدها

في شغل عن الغرام شاغل

عهدي بها حيثُ نجومُ سمرها

تذبُّ عن أقمارها الأوافل

والنار بردٌ في القلوب وبها

ما شئتما من سامرٍ وجائل

فأصبحت عواطلاً ساحاتها

من كل حالٍ بالجمال عاطل

إن لم تعدْ أسحارها فلا شدت

ورقاءُ في الأسحار والأصائل

وبأبي أغيد من أشراكه

هيهات أن ينجو فؤاد الحابل

خالفتُ أفعال الأنام عندما

رميتُ قلبي نحو سهم النّابل

حفَّ بأمثال الظباء لعساً

في كنس الأظعان والمحامل

أحبُّهُ وهو نفورٌ باخل

من منصفي من النّفور الباخل

تفعل في البابنا ريقتهُ

فعل شمول الراح بالشمائل

معسولةٌ كأنما نشوتها

في حركاتِ تلكم العواسل

لو لم تخفْ لحاظنا ما حرستْ

نواضرُ القدود بالذَّوابل

وما رأيتُ كالوداع موقفاً

يبكي القتيل لوعةً بالقاتل

يعنو القويُّ للضعيف عنده

ويبلغ الجدُّ فعال الهازل

يا سائلي لا خبتَ عنّي سائلاً

عن ناصري على الزمان الخاذل

نلتُ المنى أرفلُ في ثوب الغنى

بالملك المعظّم ابن العادل

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات