هوى قد أذاب الروح والنفس والجسما

ديوان عبد الغني النابلسي

هوىً قد أذاب الروح والنفس والجسما

فلم يبق عيناً للمشوق ولا رسما

وبعض اصطبارٍ أنفقته يد النوى

وقد حسمت داء التسلِّي لنا حسما

سلونا على سلمى نفوساً نفيسة

وأَسْمَاً لَنا لم نبق ذاتاً ولا إسما

هي الكنز والجسم الكثيف جدارها

إذا جَهِلَ الداعي بها يمتلي علما

وما القرب إلا البعد عنها لأنها

على الضد منا حيث كنّا بها وهما

هي العقل بل وهي المعاني جميعها

هي الحس والمحسوس إن خَصَّ أو عمّا

فإن رمت أن تدنو إليها فكن بها

بعيداً ودع إن رمت فهماً لها فهما

وقف عندها واترك وقوفك تاركاً

لتركك تكشف عن هلال بها تما

وإياك والإقبال بالنفس نحوها

وإياك والإعراس عنها بها زعما

وصلها بما منها ومل نحو حانها

بميل تراه جاء من نحوها حتما

وكن ناظراً آثارها بعيونها

وإلا فعن آثارها لم تزل أعمى

ولا تسمع الأصوات إلا بسمعها

فإنك إن تسمع بها تُسمِعِ الصما

وناد بها في الناس واستمع الندا

تُجِبْك رجالٌ نحوها ألفوا الهما

وحوِّل لها عن وجه ذاتك حجبَها

ترى الشمس تهدي من سنا عقلك النجما

ولا تحتفل بالكل إن ضل أو غوى

فما فائزٌ إلا بما خصَّه سهما

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات