هل درى ظبي الحمى أن قد حمى

هل درى ظبي الحمى أن قد حمى - عالم الأدب

هَل دَرى ظَبيُ الحِمى أَن قَد حَمى

قَلبَ صَبٍّ حَلَّهُ عَن مَكنَسِ

فَهوَ في حَرٍّ وَخَفقٍ مِثلَما

لَعِبَت ريحُ الصَبا بِالقَبَسِ

يا بُدوراً أَطلَعَت يَومَ النَوى

غُرَراً تَسلُكُ بي نَهجَ الغَرَر

ما لِنَفسي وَحدَها ذَنبٌ سِوى

مِنكُمُ الحُسنُ وَمِن عَيني النَظَر

أَجتَني اللَذّاتِ مَكلومَ الجَوى

وَاِلتِذاذي مِن حَبيبي بِالفِكَر

وَإِذا أَشكو بِوَجدي بَسَما

كَالرُبى وَالعارِضِ المُنبَجِسِ

إِذ يُقيمُ القَطرُ فيهِ مَأتَما

وَهيَ مِن بَهجَتِها في عُرُسِ

مَن إِذا أُملي عَلَيهِ حُرَقي

طارَحَتني مُقلَتاهُ الدَنَفا

تَرَكَت أَجفانُهُ مِن رَمَقي

أَثَرَ النَملِ عَلى صُمِّ الصَفا

وَأَنا أَشكُرُهُ فيما بَقي

لَستُ أَلحاهُ عَلى ما أَتلَفا

فَهوَ عِندي عادِلٌ إِن ظَلَما

وَعَذولي نُطقُهُ كَالخَرَسِ

لَيسَ لي في الأَمرِ حُكمٌ بَعدَما

حَلَّ مِن نَفسي مَحَلَّ النَفَسِ

غالِبٌ لي غالِبٌ بِالتُؤَدَه

بِأَبي أَفديهِ مِن جافٍ رَقيق

ما عَلِمنا قَبلَ ثَغرٍ نَضَّدَه

أُقحُواناً عُصِرَت مِنهُ رَحيق

أَخَذَت عَيناهُ مِنها العَربَدَه

وَفُؤادي سُكرُهُ ما إِن يُفيق

فاحِمُ اللِمَّةِ مَعسولُ اللَمى

ساحِرُ الغُنجِ شَهِيُّ اللَعَسِ

حُسنُهُ يَتلو الضُحى مُبتَسِماً

وَهوَ مِن إِعراضِهِ في عَبَسِ

أَيُّها السائِلُ عَن جُرمي لَدَيه

لي جَزاءُ الذَنبِ وَهوَ المُذنِبُ

أَخَذَت شَمسُ الضُحى مِن وَجنَتَيهِ

مَشرِقاً لِلشَمسِ فيهِ مَغرِبُ

ذَهَّبَت دَمعِيَ أَشواقي إِلَيه

ولَهُ خَدٌّ بِلَحظي مُذهَبُ

يُنبِتُ الوَردَ بِغَرسي كُلَّما

لَحَظَتهُ مُقلَتي في الخُلَسِ

لَيتَ شِعري أَيُّ شَيءٍ حَرّما

ذَلِكَ الوَردَ عَلى المُغتَرِسِ

أَنفَذَت دَمعِيَ نارٌ في ضِرام

تَلتَظي في كُلِّ حينٍ ما يَشا

هِيَ في خَدَّيهِ بَردٌ وَسَلام

وَهيَ ضُرٌّ وَحَريقٌ في الحَشا

أَتَّقي مِنهُ عَلى حُكمِ الغَرام

أَسَداً وَرداً وَأَهواهُ رَشا

قُلتُ لَمّا أَن تَبَدّى مُعلَما

وَهوَ مِن أَلحاظِهِ في حَرَسِ

أَيُّها الآخِذُ قَلبي مَغنَما

اِجعَلِ الوَصلَ مَكانَ الخُمُسِ

Recommended1 إعجاب واحدنشرت في ديوان ابن سهل الأندلسي، شعراء العصر الأندلسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات