هذا قناع الليل محسور

ديوان أبو نواس

هَذا قِناعُ اللَيلِ مَحسورُ

فَاِشرَب فَقَد لاحَ التَباشيرُ

سُلافَةً لَم تَعتَصِرها يَدٌ

وَلَم يُدَنِّسها الأَعاصيرُ

تَنزو إِذا الماءُ تَراءى لَها

كَما رَمى بِالشَرَرِ الكيرُ

كَريمَةٌ أَصغَرُ آبائِها

إِن نُسِبَت كِسرى وَسابورُ

طَوى عَلَيها الدَهرُ أَيّامَهُ

وَعُمِّيَت عَنها المَقاديرُ

فَلَم تَزَل تَخلُصُ حَتّى إِذا

صارَ إِلى النِصفِ بِها الصيرُ

جاءَت كَروحٍ لَم يَقُم جَوهَرٌ

لُطفاً بِهِ أَو يُحصِهِ نورُ

يَسقِكَها مُختَلَقٌ ماجِنٌ

مُعَوَّدٌ لِلسَقيِ نِحريرُ

مُنقَطِعُ الرِدفِ هَضيمُ الحَشا

أَحوَرُ في عَينَيهِ تَفتيرُ

قَد عَقرَبَت رابِيَةٌ صُدغَهُ

فَالصَدغُ بِالعَنبَرِ مَطرورُ

أَحسَنُ مِن سَيرٍ عَلى ناقَةٍ

سَيرٌ عَلى اللَذَةِ مَقصورُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات