هتف القمري في الروض وغنى

ديوان الأمير الصنعاني

هتف القمري في الروض وغنى

وانثنى يشرح أشواق المعنى

ورقى غصناً وأملى في الهوى

ما شجى قلبي ولم أفهم منه معنى

ذكر الصب بأهل المنحنى

فصبا نحوهم شوقاً وحنا

لم يكن ذكري لنسيانهم

كيف أنساهم وحاشا وأنى

سكنوا قلبي فلا أنساهم

كيف ينسى القلب من فيه استكنا

تضرب الأمثال بي في حبهم

وبمثلي في هواهم يتغنى

يا نسيم الروض قف لي ريثما

تحمل الأخبار للأحباب عنا

سلهم هل ذكروا عيشاً مضى

نلت فيه منهم ما أتمنى

والليالي همها خدمتنا

فإذا قلنا تأنى تتأنى

خولتنا كل معنى حسن

وسقتنا خمرها دناً فدِنَّا

ثم جست طرباً أوتارها

وتغنت في الهوى لحناً فلحنا

وكذا الأقدار تأتي بالذي

تطلب الأنفس من ثمة وهنا

لو أنادي الريح لا تفزع من

أعين الأزهار في الأغصان جفنا

مر في الروض ولم تشعر به

وسرى سراً وما أيقظ وسنا

واستفاقت تنفض الطل وقد

سألت أين نسيم الروض منا

ماله ما أسقط الطل ولا

حرك الأغصان حتى تتثنى

أي أيام لنا قد سلفت

جمعت وصفين إحساناً وحسنا

لم نزل في عيشة راضية

فلماذا الدهر بعد الجود ضنا

طاوع العاذل فيما رامه

وعلينا قد غدا عيناً وأذنا

ورياح البين فيما عصفت

فأطارتنا وقد كنا وكنا

فرقتنا همة عالية

للذي بان وعنه نحن بنَّا

فارق الأوطان والإِخوان في

طلب العليا والعيش المهنا

هكذا المجد لمن يرتاده

لا ينال المجد شخص يتمنى

ملك يمنن بالمال فقد

ألف المن ولا يعرف منا

كم أفادت يده من هبة

ولَكَمْ من سائل أغنى وأقنى

وحليم لو درى الجاني بما

يجتني من حلمه كان تجنى

طاب آباء وأبناء ويا

حبذا من طاب آباء وإبنا

وهو في العلم إمام فاستفد

ما تشا من علمه فناً ففنا

ليس يعيي ذهنه بحث وإن

كان قد أعيا أولي العلم وأعنى

فهو بحر العلم والجود فَرِدْ

بحره مغترفاً من أي معنى

وإمام ليس يدني قدره

إن طلبنا منه أن لا يتكنى

فالكنى مبتدعات لم يكن

سيد الأشراف في الإِسلام يكنى

إنما إسمك يكفيك الكنى

فهو من كل الكنى أعلى وأسنى

وإليك النظم وافى قائلاً

إنهم إن يقرعوني لن أطنا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات