نعت المهيمن بالإطلاق تقييد

ديوان محيي الدين بن عربي

نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ

وكلُّ ما قيل فيه فهو تحديدُ

وإن سكتُ على عجزٍ أفوز به

فذلك العجزُ أيضاً في تقييد

فليس يخرجُ في ظني ومعرفتي

شيءٌ عن القيد لا شركٌ وتوحيد

تنزيهك الحق حدّ أنت تعلمه

إن التنزيه بنفي الحدّ محدود

إن قلت ليس كذا أثبته بكذا

وذا لباس نزيه فيه تجريد

سلبُ التحير عنه لا يشرفه

وكيف يشرُف بالتنزيه معبودُ

لو لم يكن في كذا لزال عنه كذا

وزال عنه به حمدٌ وتمجيد

أسماؤه تطلبُ الأكوانَ أجمعها

فنعتها بالغنى المعلومِ مفقودُ

لولا القبولُ الذي منا لما ظهرتْ

آثارها فلنا من ذلك الجود

إن الوجودَ الذي أثبته نسبٌ

فلا وجود فما في العين موجودُ

بذا المحال الذي ترمي به فطر

وكيفَ يقبله والكون مشهود

أثبت عينك عند النفي نافية

فمن نفيت وباب النفي مسدود

وكيف تنفي وجوداً أنت تثبته

عقلاً وحوض العقل مورود

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات