نزحت لبين النازحين مدامعي

ديوان ابن نباتة المصري

نزحت لبينِ النازحين مدامعِي

وعادوا فعادت رُجَّعاً عبرَاتي

وكنتُ من الأفكارِ والدمع بعدهم

كأنِّيَ في بحرٍ من الظلمات

كأنِّيَ معكوسٌ من السهدِ والأسى

فليلِي معاشِي والنهارُ سباتي

بعادٌ وقربٌ فيهما النوحُ والبكا

أعلِّمُ وُرْقَ الطيرِ في الوَكنات

وزيرَ العلى والعلمِ والبرِّ والتقى

على أيمنِ الأوقات والحركات

قدِمتَ بوفد الرأي والعزمِ والندَى

وقدْ كانَ يكفِي وافد البركات

قدومَ الحيا يروِي ظمَا كلّ منبتٍ

ضعيفٍ فيا بشرى لضعفِ نبات

ذخرنا نداه في الورى وَوَلاءهُ

ليومِ حياةٍ أو ليومِ ممات

وليّ غمامٍ أو وليّ عبادةٍ

ترجِّيه للإحسان والحسنات

إذا بسطت كفَّاه باليمنِ للورى

رجوا بسطها للأمنِ بالدعوات

هو المرء خافَ الله في كلّ حالةٍ

فخافتهُ حتَّى الأسدُ في الفلوات

وقوَّى ضعيف الحالِ منا بدهرِهِ

خلا ما بلحظِ الغِيدِ من فترات

فلا كلم الأعداء جانب جاههُ

ودامَ مطاعاً نافذَ الكلمات

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن نباته المصري، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات