نبهت للنأي عيون الرفاق

ديوان عبد الغفار الأخرس

نبَّهْتُ للنَّأْي عُيونَ الرِّفاقْ

والليلُ قد مَدَّ عَلينا رواقْ

ورُبَّ سكران بخمر الكرى

أَفَقْتُه بالعَذل حتَّى أَفاق

قُلْتُ له من رامها صَعبةً

حَثَّ المراسيلَ إليها وساق

ماذا التَّواني عن طلاب العُلى

أَلا تحنّون حنين النياق

لا اكتحلت أَجفانكم بالكرى

ولا تَصَدَّيْتُم إلى غير شاق

إنَّ معاصاة الكرى للعلى

أَلذَّ من طوع الهوى للعناق

فشمِّروا للمجد إنِّي أرى

مكابدات الذلّ ما لا تطاق

إنَّ جنى النحل لمشتاره

بالذلِّ لو فكرت مرّ المذاق

هذا وفيكم همَّةٌ ترتقي

مراقيَ النجم وأعلى مراق

لئن تقَرَّبْتُم إلى عِزَّةٍ

فقدْ يعودُ البدرُ بعد المحاق

والحرُّ إنْ حاوَلَ أمنيَّة

حاولها فوق الجياد العتاق

وميَّزَ البُعدَ على غيره

ولا يريد الوصلَ بعد الفراق

فلم يكونوا يوم نبَّهتُهم

إلاَّ كما انضيْتُ بيضاً رقاق

ووافقتني منهُم غِلْمَةٌ

لا يَعْرِفُونَ الوُدَّ إلاَّ الوفاق

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغفار الأخرس، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات