نام الخلي وبت الليل مرتفقا

ديوان أعشى قيس

نامَ الخَلِيُّ وَبِتُّ اللَيلَ مُرتَفِقا

أَرعى النُجومَ عَميداً مُثبَتاً أَرِقا

أَسهو لِهَمّي وَدائي فَهيَ تُسهِرُني

بانَت بِقَلبي وَأَمسى عِندَها غَلِقا

يا لَيتَها وَجَدَت بي ما وَجَدتُ بِها

وَكانَ حُبٌّ وَوَجدٌ دامَ فَاِتَّفَقا

لا شَيءَ يَنفَعُني مِن دونِ رُؤيَتَها

هَل يَشتَفي وامِقٌ ما لَم يُصِب رَهَقا

صادَت فُؤادي بِعَينَي مُغزِلٍ خَذَلَت

تَرعى أَغَنَّ غَضيضاً طَرفُهُ خَرِقا

وَبارِدٍ رَتِلٍ عَذبٍ مَذاقَتُهُ

كَأَنَّما عُلَّ بِالكافورِ وَاِغتَبَقا

وَجيدِ أَدماءَ لَم تُذعَر فَرائِصُها

تَرعى الأَراكَ تَعاطى المَردَ وَالوَرَقا

وَكَفلٍ كَالنَقا مالَت جَوانِبُهُ

لَيسَت مِنَ الزُلِّ أَوراكاً وَما اِنتَطَقا

كَأَنَّها دُرَّةٌ زَهراءُ أَخرَجَها

غَوّاصُ دارينَ يَخشى دونَها الغَرَقا

قَد رامَها حِجَجاً مُذ طَرَّ شارِبُهُ

حَتّى تَسَعسَعَ يَرجوها وَقَد خَفَقا

لا النَفسُ توئسُهُ مِنها فَيَترُكُها

وَقَد رَأى الرَغبَ رَأيَ العَينِ فَاِحتَرَقا

وَمارِدٌ مِن غُواةِ الجِنِّ يَحرُسُها

ذو نيقَةٍ مُستَعِدٌّ دونَها تَرَقا

لَيسَت لَهُ غَفلَةٌ عَنها يُطيفُ بِها

يَخشى عَلَيها سَرى السارينَ وَالسَرَقا

حِرصاً عَلَيها لَوَ اِنَّ النَفسَ طاوَعَها

مِنهُ الضَميرُ لَيالي اليَمِّ أَو غَرِقا

في حَومِ لُجَّةِ آذِيٍّ لَهُ حَدَبٌ

مَن رامَها فارَقَتهُ النَفسُ فَاِعتُلِقا

مَن نالَها نالَ خُلداً لا اِنقِطاعَ لَهُ

وَما تَمَنّى فَأَضحى ناعِماً أَنِقا

تِلكَ الَّتي كَلَّفَتكَ النَفسُ تَأمُلُها

وَما تَعَلَّقتَ إِلّا الحَينَ وَالحَرَقا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأعشى، شعراء العصر الجاهلي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات