نأت القلوب وسوف تنأى الدار

ديوان الشريف الرضي

نَأَتِ القُلوبُ وَسَوفَ تَنأى الدارُ


وَتَغَيَّرَت بِمَذاعِها الأَسرارُ


وَلَقَد شَقَقتُ حَشى الزَمانِ فَلَم يَكُن


فيهِ سِوى سِرَّ النَوى إِضمارُ


ما لِلخُطوبِ تَبُزُّني ثَوبَ الهَوى


وَعَلَيَّ مِن أَحداثِها أَطمارُ


أَلِفَت ضَميري النائِباتُ كَأَنَّها


لِعِتاقِ أَفراسِ الجَوى مِضمارُ


ما لي أُرَقرِقُ فيكَ دَمعاً تَرتَوي


مِنهُ الخُطوبُ وَما لَهُ مُشتارُ


إيهاً مُؤَمِّلَ طَيِّءٍ لا تَنقُضَن


وُدّاً لَهُ مِن ذِمَّةٍ إِمرارُ


فَلَقَد حَلَلتَ مِنَ الفُؤادِ مَحَلَّةً


في حَيثُ لَيسَ مِنَ الوَرى لَكَ جارُ


فَلَئِن وَفَيتَ فَما الوَفاءُ بِبِدعَةٍ


إِنَّ الوَفاءَ لِذي الصَفاءِ شِعارُ


وَلَئِن غَدَرتَ وَلا عَجيبٌ أَنَّهُ


بَعضُ الزَمانِ بِبَعضِهِ غَدّارُ


نَفسي فِداءُ الغادِرينَ تَباعَدوا


أَو قارَبوا أَو أَنصَفوا أَو جاروا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف الرضي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات