مهجة طول التنائي قد براها

ديوان الأمير الصنعاني

مهجة طول التنائي قد براها

ترتجي ما تبتغي ممن براها

وتناديه تعالَ إنه

كرماً قد طالما لبى نداها

كل خير منه لا من غيره

فسواه لا يرجى لسواها

لست أرجو غيره يبلغني

طيبة الفيحاء إذ طاب فناها

بالرسول المصطفى من هاشم

أرفع العالم عند اللّه جاها

صلوات اللّه تغشاه بلا

غاية تبلغ فيها منتهاها

وعلى الآل مصابيح الدجى

وعلى الأصحاب أعلام هداها

وإلى الإِخوان من سكانها

من أقاموا بين أحد وقباها

من سلامي ما إليهم ينتهي

وعليهم دائماً لا يتناها

من بهم هوج المطايا وحدت

وطوت للبيد منشور فضاها

يا بروحي تلكم العيس التي

كم يدا سرت إلى الركب يداها

لم تزل تطوي الفيافي وإلى

عرفات منتهى من قد طواها

حبذاها بقعة طيبة

يلتقي الوفاد فيها حبذاها

وهم شعث وغبر وبهم

ربنا سبحانه الأملاك باها

وأفاضوا بعد أن قضوا بها

واجبات ربنا كان قضاها

وإلى جمع سرى جمعهم

وبها جمع الصلاتين عشاها

وعلى المشعر مروا ودعوا

وبلبيك وسعديك دعاها

وغدوا بالسفح من شعب منى

وبه الأنفس قد نالت مناها

يا بروحي ذلك السفح الذي

سفحت فيه من البدن دماها

حلقوا ما قصروا في رميهم

جمرات قد أُصيبت بحصاها

وإلى مكة شدوا رحلهم

بلدة لا نختلي منها خلاها

بلد لا يفزع الطير بها

ويطير القلب شوقاً للقاها

عظم اللّه تعالى شأنها

ودعى الخلق إلى قصد رباها

فهي مغناطيس ألباب الورى

جذبت كل فؤاد بهواها

فسعيد من على أحداقه

كان ممشاه إلى عالي ذراها

ليت شعري ما الذي خلفني

عن رفاق نحوها طاب سراها

كتب اللّه تعالى أجرها

ومحا عنها الخطايا بخطاها

ما اكتحلت النوم من بعدهم

ليتني كحلت عيني بثراها

عاقني ذنب هو الداء وما

في سوى مكة للنفس دواها

فعسى الإِخوان من سكانها

أن يمدوا بالدعا حول فناها

أي كف بالدعا تسعدني

وتواسي أحسن اللّه جزاها

فاذكرونا مثل ذكرانا لكم

إن ذكراكم إلى النفس غذاها

وأخص الزين من زان العلى

قرة الأجفان بل نور ضياها

فهو مقصود قصيدي وإلى

قصده مدت إلى الشام مداها

من له من مهجتي منزلة

غيره ما حام من حول حماها

حاز آداباً وعلماً وله

خلق ما الروض ما زهر رباها

جامع كل صفات للعلى

فهو في جيد العلى عقد حلاها

لم يزل في كل حين يرتقي

رتب المجد فقد نال علاها

وكفاه أنه في حرم

حله أشرف خلق اللّه طه

في جوار القبر والروضة في

مهبط الذكرى وأنوار بهاها

دام فيها رافلاً في نعم

ناشراً للخلق أعلام هداها

وإليكم كلماً من فكرة

أضعف البين من النظم قواها

كنت أرجو أن نفسي تستشفي

بأحاديث اللقا منك شفاها

وأرى الأقدار لم تسعدني

وعسى تسعدني بعد عساها

وأجز نظمي بنظم إن في

نظمك العذب لنفسي مشتهاها

وتحيات على سوحكم

تعبق الألوان من طيب شذاها

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات