من فلق البحر للكليم ومن

ديوان الأمير الصنعاني

من فلق البحر للكليم ومن

ألهم نوحاً لصنعة السفن

ونار نمروذ حين أججها

حتى غدت قنة من القنن

تدرك طير السما فتصرعه

فهو يراد منة من الدمن

على خليل الإِله قد جعلت

بدراً سلاماً بقوله فكن

وضر أيوب إذ دعاه وقد

أصيب منه بأعظم المحن

أجابه ربه وأبدله

بأهله مثلهم من السكن

وحبذا حبذا إجابته

ليونس فهو منة المنن

من ظلمات البحار أخرجه

من بطن حوت من ظلمة الدجن

ويوسف من تراه كلاه وقد

ألقى في الجب عاري البدن

وبيع بيع الرقيق مبتذلاً

شراه قوم بأبخس الثمن

وكيد حتى غدا بسجنهم

مرتهناً برهة من الزمن

وصار من بعد ذا وذا ملكاً

تهدى إليه البرود من عدن

ومن من اليم أخرج الكليم وقد

ألقى طفلاً لم يغذ باللبن

عاد إلى حجر أمه فغدت

قريرة لا تراع بالحزن

رباه من كان قبل يطلبه

مبدلاً للقبيح بالحسن

وللمسيح اليهود حين غدت

تشب نار الفساد والإِحن

وأجمعوا قتله فخلصه

إلى السماء ذو الجلال والمنن

وخاتم الرسل كم أراد به

كل النكايات عابدو الوثن

وقاه ما كان من غوائلهم

لا بسيوف العباد والختن

برغمهم تم ما أراد به

من نشره للفروض والسنن

وفتية الكهف حين ألجأهم

إليه خوف الضلال والفتن

كفاهم كيدهم وخلصهم

بما حباهم به من الوسن

يا واحداً هذي إغاثته

أغث غريب الدار والوطن

ناء عن الأهل والصديق وما

يروق من مسكن ومن سكن

في شاهق قد علا على زحل

ينطح أفق السما بالذقن

قد طال فيه الثوى ومل به

طول ملاقاة منزلي بدني

جسمي تراه المقيم في دعة

وفكرتي في الرحيل والظعن

أهم فيه بكل آونة

برحلتي نحو نقطة اليمن

أَزَالُ داري التي نشأت بها

مصاحباً كل عالم فطن

حيا الحيا ربعها ولا برحت

يزورها كل هاطل هتن

يا جيرة في أَزَالٍ قد نزلوا

عنكم سؤالي وفيكم شجني

ما زال حسن الرجا يوعدني

بقربكم والزمان يمطلني

أقسم لولا حديث كتبكم

تلقيه أقلامكم إلى أذني

ما كان لي بعد بعدكم وطن

إلا حلول اللحود والكفن

وحسن ظني ما زال يخبرني

أني ملاق بعد النوى وطني

ويصفو العيش بعد كدرته

بما جناه البعاد من درن

هذا رجائي إذ أفوز به

علمت أن الزمان يسعدني

وقلت عفواً عما أسأت به

حتى علا الشيب إذ علا ذقني

أستغفر اللّه والسلام على

من فقدهم قد يكاد يفقدني

ما لاح برق الدجا وما صلحت

ورقاء في روضها على فنن

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات