من رأى أعينا حذفن

ديوان الشريف الرضي

مَن رَأى أَعيُناً حَذَف


نَ الدُموعَ الجَوارِيا


قَد عَرَفنَ السُهادَ حَت


تى نَكَرنَ اللَيالِيا


تَتبَعُ النَجمَ نَظرَةٌ


وَالوَميضَ اليَمانِيا


كُلَّ يَومٍ يَجِدنَ رَب


عاً مِنَ الحَيِّ خالِياً


بِدُموعٍ رَوائِحاً


وَدِماءٍ غَوادِيا


إِن تَرَ الطَرفَ دامِعاً


فَاِعلَمِ القَلبَ دامِيا


قُل لِوادٍ عَلى الثَوِي


يَةِ حُيِّيتَ وادِيا


أَينَ قَومٌ عَهِدتُهُم


يَملَؤونَ المَقارِيا


لا يُخَلّى غَديرُهُم


عَن حَيا الماءِ ظامِيا


لَحَّبوا المَجدَ وَاِبتَنَوا


في المَعالي مَبانِيا


وَثَبوها وَغَيرُهُم


صَعِدوها مَراقِيا


مَعشَرٌ إِن بَلَوتَهُم


غَيبَهُم وَالمَبادِيا


كَرُموا أَنفُساً عِظا


ماً وَراقوا مَجالِيا


وَمُلوكٌ قادوا الرُؤو


سَ مُطيعاً وَآبِيا


لا يُبالونَ في القِيا


دِ الرِقابَ العَواصِيا


وَإِذا اليَومَ قَرَّبوا


لِلطِعانِ المَذاكِيا


أَعجَلوا المُلجِماتِ أَو


رَكِبوها عَوارِيا


وَرَسَوا في ظُهورِها


يَعلَقونَ النَواصِيا


كَأُسودِ الشَرى رَكِب


نَ الظِباءَ العَواطِيا


وَإِذا ما غَدا فَمُ ال


شَمسِ بِالنَقعِ راغِيا


حَفِظوا عَورَةَ العُلى


وَرَقوا لِلعَوالِيا


كَم رَمَوا بِالمَطِيِّ تِل


كَ الحُزونَ الفَيافِيا


يَعسِفونَ الذُرى وَيَع


تَسِفونَ المَوامِيا


جَمَّلوا شَحمَةَ السِنا


مِ وَقَد كانَ وارِيا


كُلُّ صِلٍّ يَبيتُ في


مَربَإِ النَجمِ رابِيا


زَحَمَت مِنهُمُ المَنو


نُ الجِبالَ الرَواسِيا


لَم تَخَف مِنهُمُ القَنا


وَالدُروعَ الأَواقِيا


قُلَلٌ لِلعَلاءِ عا


دَت تُراباً وَسافِيا


وَعِظامُ البَلاءِ صا


روا عِظاماً بَوالِيا


وَمَضَوا مُعقِبينَ إِر


ثاً مِنَ المَجدِ باقِيا


كُلَّما أَحرَزوا المَكا


رِمَ شادوا المَعالِيا


فَهُمُ اليَومَ جيرَةٌ


لا يُجيبونَ داعِيا


قَرَعَ الذُلُّ مِنهُمُ


مارِناً كانَ حامِيا


وَأَناخوا مُناخَ مَن


لَم يُرَ الدَهرَ سارِيا


طَوَّحَتهُم أَيدي المَنو


نِ الغُيوبَ الأَقاصِيا


كَنِبالِ القاريَّ يَر


مي بِهِنَّ المَرامِيا


كُنتُ مِن مَجدِهِم أَحِل


لُ الذُرى وَالرَوابِيا


وَإِذا شِئتُ زاحَموا


بِالقَنا مِن وَرائِيا


أَقرَضوني مِن عِزِّهِم


وازِنَ القَدرِ وافِيا


فَجُزوا أَن قَضَيتُهُم


مِن يَدي أَو لِسانِيا


وَإِذا أَعوَزَ الجَزا


ءُ جَزَيتُ القَوافِيا


وَأَرى بَعدَهُم مُوا


مِقَ قَومي مُرامِيا


وَرِجالاً قَد أَعبَقوا


بِالبُرودِ المَخازِيا


إِن لَقوني أَصادِقاً


فارَقوني أَعادِيا


ما تَرى الناسَ كَالبِها


مِ يُوَقِّعنَ ضارِيا


كُلَّ يَومٍ يُجَهِّزو


نَ إِلى اللَهِ غازِيا


وَيَقودونَ سالِياً


عَن قَليلٍ وَناسِيا


ريعَةُ الذَودِ قَد أَمِن


نَ عَلى القُربِ حادِيا


قَد رَجَعنا ضَواحِكاً


وَمَضَينا بَواكِيا


وَتَرى المَرءَ إِن رَأى


عارِضَ الخَطبِ رانِيا


خافِقَ الجَأشِ ناظِراً


مَن يُجيبُ الدَواعِيا


فَإِذا اِنجابَ لَيلُهُ


وَاِنجَلى عَنهُ ناجِيا


طَرَحَ الهَمَّ جانِباً


وَتَمَنّى الأَمانِيا


ما لِهَذا الزَمانِ يُل


قي عَلَينا المَراسِيا


كُلَّ يَومٍ يَجلو عَلَي


نا خُطوباً عَوادِيا


كَم طَوى بِالرَدى صَفي


ياً لِقَلبي مُصافِيا


ثالِثَ الناظِرَينِ عِز


زاً وَلِلنَفسِ ثانِيا


صارَ بِالدَمعِ آمِراً


فيهِ مَن كانَ ناهِيا


أَغتَدي مِنهُ عاطِلاً


بَعدَما كُنتُ حالِيا


عَطِّلِ الكَأسَ لا تُحِس


سَ النَديمَ المُعاطِيا


إِن تَفِض عَبرَتي تَجِد


كَمَدَ القَلبِ باقِيا


رُبَّما تَعرِفُ الجَوى


وَتَرى الدَمعَ غالِيا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف الرضي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات